الرئيسة \  مشاركات  \  جمهور جيد !

جمهور جيد !

09.04.2013
وليد فارس



حمص المحاصرة 7-4-2013
اليوم حرر الجيش الحر حاجز المنطقة كذا خبر جميل يتلقاه الكثيرون بشغف و ويرفعون أيديهم فرحاً على ماحدث, اليوم لم يستطع الجيش الحر التقدم من المنطقة الفلانية وفشلت العملية يحزن المتلقي للخبر ويغضب, يسأل كيف الحال؟ فإذا كان الجواب جيداً فرح وإذا كان الجواب سيئاً حزن وربما ضرب رأسه بيده أو يده باليد الأخرى أو كل تلك الحركات الأخرى التي من الممكن أن يستخدمها..وهكذا يتفاعل مع كل تفصيل وما إلى ذلك من أمور.
في مباريات كرة القدم أو المباريات الرياضية عموماً يأخذ الجمهور دور جيد حيث يلعب دور الباعث على التقدم للفريق ولا ينكر أحد فضل الجمهور ومكانته ويكون سقف الدور المقدم من قبل هذا الجمهور محدوداً بحدود الملعب وعلى الرغم من كل تلك التصفيقات والحركات وضربات اليد بالرأس أو الكفين ببعضهما أو رفع الكف أو القدم أو أيا كانت الحركة فإنه لا يصل إلى اللاعبين إلا أصوات هذا الجمهور وغالباً ما يصافحونهم أو يتحدثون معهم أو يحضنوهم أو يشتمونهم -ربما- بعد المباراة.
إن ما يفعله بعض الأخوة اليوم في داخل أو في خارج سورية لا يتعدى دور أولائك المشجعين بشكل دقيق بحركاتهم وأفعالهم وتصرفاتهم وحتى أحياناً بدعائهم, فهم يفرحون وقت النصر ويحزنون وقت الخسارة..يبكون على الشهداء وينفعلون مع التحرير أو فشل العمليات ويضربون كفاً بكف ويقومون بحركات وأفعال المشجع الحريص كل الحرص على الفوز بالمباراة لكنه يبقى في أحسن الأحوال ضمن الإطار المحيط بالملعب لا يؤثر في العمل الأساسية بشكل ملموس عملي دون أن يحاول النزول أو يجرب حتى اللعب وربما وصل صوته إلى الملعب أو إلى أحد اللاعبين فأعطاهم دفعة معنوية جيدة.
إن سورية اليوم هي أرض واسعة للعمل في مختلف المجالات, العمل في مجال السلاح مقاتلاً أو مصنعاً أو ناقلاً أو ممولاً أو حتى أميناً لمستودع ذخيرة والعمل في المجال الطبي معالجاً أو معتنياً أو مورداً أو في مغسل الشراشف والثياب والعمل في المجال الإعلامي أو السياسي أو الثوري أو الخدمي أو التوثيقي...الأدوار كثيرة وستجد لك حتماً بين كل هذه الخيارات دوراً يناسبك.
لا تكتفي بالتشجيع ولا بالصراخ ولا بالانفعالات ولا تقل الله ينصركم, الله ينصركم!! وأنت؟ ألا تريد النصر؟ ألا تريد أن تكون شريكاً في تحرير سورية هل تريد أن تكتفي بالمشاهدة والتشجيع؟, هل يكون كل هؤلاء الفاعلين على الأرض أفضل منك حظاً وأجراً وشرفاً؟, هل يحمل السلاح شاب في الثامنة عشر من عمره فيبقى مرابطاً يقاوم الطيارة والدبابة فتضربه قذيفة فتقطع يده فيعود إلى الجبهة ليحمل السلاح باليد التي تبقت له وقد يجلس شاب يأكل الشيبس بكلتا يديه يشاهد مايحصل في منزله عبر شاشة التلفاز!!؟.
يا أخي الحبيب إنت تملك بين يديك الكثير وتستطيع أن تعطي وتقدم الكثير داخل وخارج سورية إنك تستطيع أن تشارك وتكون فاعلاً وتحوز شرفاً على شرف ومنزلة وراء منزلة..تقدم واستعن بالله واكتب الآن ماذا تستطيع أن تقدم على دفترك الخاص ثم ابدأ به من الغد وبدون أي تأخير ولا تستهن بنفسك.