الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف" أو "سوتشي".. كل الطرق ستطيح بالأسد

"جنيف" أو "سوتشي".. كل الطرق ستطيح بالأسد

01.01.2018
عادل عبد الله المطيري


العرب
الاحد 31/12/2017
من "جنيف1" إلى "جنيف8"، مروراً في محطات دبلوماسية أخرى كـ "فيينا" سابقاً و"سوتشي" حالياً، في كل مكان يبحث السوريون عن حلول توافقية تخرجهم من المأزق أو الكارثة إن صح التعبير.
بالرغم من أن القضية السورية مستحقة لشعب يُسحق، عانى لأكثر من ست سنوات من ممارسة أبشع صور الإجرام عليه من نظام ديكتاتوري، ومع كل ذلك، ما زال المجتمع الدولي لا يمارس ضغوطاً جدية على النظام للوصول إلى حل نهائي.
يبدو أن العالم بأسره يتدخل في الشأن السوري، ولا أوضح على ذلك من مسميات المعارضة السورية أنفسها، كـ "منصة القاهرة - منصة الرياض - منصة اسطنبول - منصة روسيا"!
فكل معارضة تدعمها دولة بحسن نية أو بغيرها، وإن كانت التدخلات الدولية بدأت تتراجع وتنحصر مؤخراً في ما يُسمّى بالدول الضامنة (روسيا، إيران، تركيا).
بالرغم من المبادئ التي نصت عليها مقررات "جنيف1"، جميع القرارات الأممية المتعلقة بالأزمة السورية وخاصة القرار رقم 2254 والذي ينص على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير 2015 ويؤكد على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد، دعا لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، مطالباً بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري، لا يزال وفد النظام السوري في "جنيف8" يتهرب من مناقشة مسألة "الانتقال السياسي"، بل وهدد بالانسحاب من المفاوضات، معللاً ذلك بوضع المعارضة شروطاً مسبقة للتفاوض، ويقصد بذلك بيان الرياض، والذي طالبت فيه المعارضة برحيل الأسد.
من الواضح أن وفد النظام غير مخوّل بالحديث عن رحيل رئيسه، ويحاول تمضية المفاوضات بالحديث عن الدستور، بعد أن أضاع الوقت في الجولات السابقة بالحديث عن الإرهاب، وهي الورقة التي فقدها بعد انحصار خطر "داعش".
هل تتصور روسيا أو حتى النظام السوري بأن من الممكن أن يبقى بشار وعصابته بالحكم لو توصلت المفاوضات الدولية لصياغة دستور ديمقراطي وأعقب ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا؟!
من المستحيل أن يبقى الأسد؛ فلا الأكراد ولا العرب السُّنة يريدونه. إذن، مهما تهرّب وفد النظام من مناقشة مسألة الانتقال السياسي، فإن مناقشة دستور جديد ديمقراطي ومن ثم إقراره وإجراء الانتخابات، ستكون كفيلة بإحداث انتقال سياسي في سوريا؛ أي الإطاحة بالأسد. فلا مفر من ملاقاته لمصيره المأساوي إذا ما أُعطي للشعب السوري حرية الاختيار.
ولذلك، أدعو هيئة التفاوض السوري بالبدء بمناقشة أي من البنود المقترحة من المبعوث الأممي دي ميستورا، سواء مسألة حقوق الإنسان أو الدستور أو الانتقال السياسي؛ فكل الطرق تؤدي إلى روما، وروما السوريون هي زوال الأسد ونظامه.
ولكن لا بد من ضمانات دولية لتحديد سقف زمني للمفاوضات وسقف ديمقراطي للدستور، وإلا ستدخل المفاوضات في جنيف لمرحلة طويلة بمناقشة التفاصيل الإجرائية غير المنتهية، لتتحول "جنيف" السوريين إلى "أوسلو" الفلسطينيين والإسرائيليين.;