الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف السوري على نار جنيف الإيراني هل من تفاهمات سرية تُكشف تباعاً؟

جنيف السوري على نار جنيف الإيراني هل من تفاهمات سرية تُكشف تباعاً؟

27.11.2013
روزانا بومنصف


النهار
الثلاثاء 26-11-2013
أقر مسؤول اميركي كبير على هامش التوصل الى اتفاق حول الملف النووي بين الدول الغربية وايران باجراء مفاوضات سرية اميركية ايرانية مهدت للاتفاق. ولم يفاجىء ذلك ايا من الدول المعنية والمهتمة ولم يحظ بأي تعليق نظرا الى ان هذه المفاوضات، وان كانت بعيدة عن الاعلام، فان غالبية الدول المؤثرة والمعنية كانت على علم بها. اذ حين زار السلطان قابوس طهران في 25 آب الماضي في زيارة أثارت تساؤلات من حيث توقيتها ومضمونها كونها الثانية لسلطان عمان يقوم بها لايران منذ قيام الثورة الاسلامية فانها ربطت بالتوسط بين ايران التي كان انتخب فيها الرئيس حسن روحاني واميركا. وكانت هذه الزيارة علنية وواضحة ومندرجة في اطار واضح لجهة نقل الرسائل بين طهران وواشنطن. وعمان غير البعيدة من دول الخليج العربي لا يمكن ان تتميز بالاضطلاع بدور مماثل من دون وضع هذه الدول في الصورة في الوقت الذي نقل مسؤولون دوليون عن مسؤولين عمانيين كبار على اثر الزيارة المذكورة فتح الخطوط واسعة امام تفاهم اميركي ايراني لا يقتصر على الملف النووي بل يشمل ملفات عدة في المنطقة تتمحور في خطوطها العريضة حول نفوذ ايران في المنطقة. اذ كان لافتا بالنسبة الى المصادر المعنية الاستعانة بوزير الخارجية الاميركي جون كيري للتوجه الى جنيف من اجل تذليل العقبات التي كانت تعترض صياغة الاتفاق النهائي بين الدول الكبرى وايران على نحو لا يستبعد الاتفاق مسبقا بين الجانبين الاميركي والايراني على اهم البنود ومضمونها. وكان نقل عن هؤلاء المسؤولين العمانيين حصول لقاءات اميركية ايرانية عدة تناول البحث فيه جملة هذه الملفات المتعلقة بالمنطقة ولو من دون تحديد تفاصيل ما تم الاتفاق عليه او ما اذا كان الثمن الفعلي للاتفاق النووي هو الاعتراف بنفوذ ايران حيث امتداداتها في دول المنطقة. وسبق لهذه الزاوية في "النهار " تحديدا ان كشفت عن اللقاءات الاميركية الايرانية التي كانت تجرى سرا في شهر تشرين الاول الماضي قبل شهر تماما من كشفها على لسان مسؤول اميركي في جنيف وقد كشفت مصادر ديبلوماسية انذاك معلومات عن اقرار واشنطن لايران بنفوذها في المنطقة. ولذلك يثار وفق مصادر سياسية وفي ضوء الكشف من الجانب الاميركي عن اللقاءات السرية الاميركية السؤال بما اذا كان ينبغي الوثوق بما قيل بان هذه اللقاءات اقتصرت على الملف النووي من دون الملفات الاخرى من الجانبين الاميركي والايراني على حد سواء ام العكس. اذ كما اخفيت هذه اللقاءات اعلاميا فمن المرجح ان يكشف تباعا عن التفاهمات الاخرى، وما هي الاثمان والمكاسب، نظرا الى ان المسائل تحتاج الى اخراج ومعالجة الكثير من الاشكالات المحيطة بها علما ان الاعتراضات التي ابدتها دول في المنطقة على التفاهم الاميركي الايراني منذ انطلاقه علنا في اوائل تشرين الاول الماضي اطلق محاولات طمأنة اميركية تمحورت على ما يتخطى الملف النووي الى تهدئة المخاوف من اطلاق اميركا يد ايران في المنطقة في مقابل التنازلات التي ستقدمها.
لذلك كان لافتا وموحيا في ضوء ذلك ان تنطلق على نار جنيف الايراني المحادثات التي سمحت بالاتفاق على موعد جنيف 2 السوري الذي اعلن بعد يوم واحد على الاتفاق الايراني الغربي علما ان التمهيد لهذا الاعلان تم ايضا على هامش المحادثات النهائية ووضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق حول النووي الايراني حيث كانت ايران شريكة في هذه المحادثات الدولية التي شاركت فيها الامم المتحدة. وتعتقد المصادر المعنية ان البوادر الاولى للتفاهم الايراني الاميركي الى ما هو ابعد من النووي الايراني ستظهر ضرورة في الموضوع السوري سواء تم الاتفاق على اخراج يسمح بحضور ايران ومشاركتها في المؤتمر او من دونه ربما مراعاة لبعض الشكليات والاشكالات التي تثار حول دورها في سوريا. فبعض الدول التي شاركت في جنيف كما دول اخرى اوروبية عبرت عن املها ان ترى جنيف السوري يبنى على جنيف الايراني مع ازالة عائق الجلوس مع ايران على طاولة واحدة وازالة الحواجز معها والاستعداد لقبولها عنصرا بناء في السلم الدولي بدلا من خربطته. وبحسب هذه المصادر، فان المهلة الفاصلة عن موعد جنيف 2 حول الازمة السورية والذي اعلن عن انعقاده في 22 كانون الثاني المقبل ستكون كافية لاحتمال تأهيل ايران لتكون على طاولة جنيف 2 ان باعترافها بمضمون جنيف واحد الذي حددت الامم المتحدة موعده وموضوعه بالاتفاق على حكومة انتقالية متفق عليها بين الجانبين او بتوجه ايراني مختلف في اتجاه الدول العربية.