الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف: المفاوضات عبثية والروس غير صادقين !

جنيف: المفاوضات عبثية والروس غير صادقين !

21.03.2016
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاحد 20/3/2016
ستُثبت الأيام، وبالتأكيد، أنّه غير صحيح أنّ الروس أرسلوا جيوشهم الى سوريا لخلق أجواءٍ وبيئةٍ لمفاوضات جادة بين النظام والمعارضة وأنهم قد بادروا الى  سحبِ هذه القوات او بعضها، لأن مثل هذه الأجواء قد تم توفيرها فعلاً فما يجري في جنيف برعاية دولية لا يشير الى انّ هذا النظام قد تخلّى عما كان بدأه بعد إنطلاق شرارة درعا في عام 2011 وأنّه يواصل الإصرار على أنّ بشار الأسد خطٌّ أحمر وعلى ان المعارضين مجموعات إرهابية لا بدَّ من التخلص منها والقضاء عليها وبما في ذلك فصائلها المعتدلة.
وهذا يدلُّ على أنّ بشار الأسد لا يزال يمسك بنصيحة الذين نصحوه من أقاربه والمحيطين به وبنصائح الوليِّ الفقيه وقادة حُرّاس الثورة في طهران بأن عليه أنّ يتبع الأسلوب الذي اتبعه أبوه مع انتفاضة "حماه" في عام 1982 وان يستخدم مع هذه الثورة او هذه الإنتفاضة أقصى أشكال العنف والبطش: "لأن هذا الشعب لا يفهم الاّ هذه اللغة ولأنه لا يمكن ان يُحْكم الاّ بالقوة والاّ بالحديد والنار"!!.
ولذلك فإنه لا يمكن انتظار اي انجازات لمفاوضات جنيف التي يبدو أن الروس قد نصحوا رموز نظام بشار الاسد او امروهم بجعلها تدور في حلقة مفرغة الى ان لم يصبح هناك اي خيار الا خيار "التقسيم".. والا ما معنى ان تبارك موسكو عملياً خطوة "الفيدرالية" التي اقدم عليها صالح محمد مسلم الذي لم يعد هناك ادنى شك بارتباطه بالمخابرات السورية وقبل ذلك ارتباطه بالمخابرات الروسية.
وهكذا فإنه غير صحيح أن الروس قد جاءوا بقواتهم الاحتلالية الى هذا البلد العربي من اجل توفير الاجواء لمفاوضات مجدية بين النظام والمعارضة كما انه غير صحيح انهم قد سحبوا هذه القوات او بعضها بعد توفر مثل هذه الاجواء والدليل هو أن بشار الجعفري الذي يرتبط بطهران اكثر كثيراً من ارتباطه بالنظام الذي من المفترض أنه ممثله لم يتخل ولو بمقدار قيد انملة عن اساليبه الاستفزازية الصبيانية التي اتبعها في الجولة السابقة التي كانت قد انتهت قبل أن تَبْدأ.
إنَّ هذا هو واقع الحال ولذلك فإنه على المعارضة السورية الا تبقى تسير في هذه المتاهة العبثية وإنه عليها أنْ تُلزم الوسيط الدولي بسقفٍ زمنيٍ محدد وبحيث تعود الى العمل العسكري وبكل الوسائل وعلى كل الجبهات إن لم يحصل أيُّ تقدمٍ فعليٍ وإنْ لمْ يستكمل الروس انْسحابهم المجزوء من سوريا وإنْ لم يسحب الإيرانيون حراس ثورتهم وميليشياتهم المذهبية من هذه الدولة العربية التي ستبقى عربية رغم كل ما حصل وما من الممكن أنْ يحصل.
أما أنْ يبقى بشار الجعفري يستنزف الوقت بألاعيبه الصبيانية ويبقى الروس يتصرفون عسكرياً وسياسياً على اساس: "رِجْلٌ في الفلاحة ورجلٌ في البور" فإن هذا يجب الا تقبل به المعارضة التي استطاعت الصمود وتمكنت من الاحتفاظ بمعظم مواقعها العسكرية رغم كل ما فعله الروس ورغم ان ايران حشدت ولا تزال تحشد لهذه المواجهة اكثر كثيرا مما كانت حشدته في حرب الثمانية اعوام.. العراقية – الايرانية!!.