الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف.. شراء الوقت لنظام الفظائع

جنيف.. شراء الوقت لنظام الفظائع

23.01.2014
اليوم السعودية


الاربعاء 22/1/2014
يعقد مؤتمر جنيف2 أولى جولاته اليوم في مدينة مونترو السويسرية.
ولا يأمل السوريون ولا العرب أن يسفر المؤتمر عن خطوة تعطي السوريين أملاً بالانعتاق من نظام جعل من سوريا سجنا كبيرا مروعا قبل أن يحولها إلى مجزرة وأرض يباب.
وسبب تشاؤم السوريين والعرب هو أن نظام الأسد ورعاته في طهران وموسكو لا يبدو أنهم يعطون المؤتمر الجدية الكافية، بقدر ما يفترضونه خطوة لكسب الوقت ومد الأزمة على أقصى مدى، ما دام أن القتلى سوريون والمجتمع الدولي يتحلى بالصمت المطبق، وواشنطن تخادعها طهران وتلهيها بوعود وهمية بشأن الملف النووي.
وقد بدأت ألاعيب النظام، وقطعاً بتشجيع من رعاته، مبكراً، من ترويج إشاعة أن فرنسا منعت تحليق طائرة وفد النظام في أجوائها، إلى الإعلان يوم أمس أن اليونان منعت طائرة الوفد من الإقلاع من أثينا. ويحاول النظام أن يجعل من هذه الترويجات عذراً للتلكؤ والتملص من أية قرارات جدية، يمكن أن تتخذ في جنيف2. مع أنه لا يوجد أي أمل بنتائج هذا المؤتمر لأن الاستراتيجية الإيرانية الروسية واضحة، هي الدعوة الدائمة لمفاوضات ومحادثات ثم نسفها مجدداً، لتبدأ رحلة أخرى لشراء الوقت لنظام الأسد تنفذها الأمم المتحدة أو تقديم اغراءات لواشنطن لتحجم عن أي دعم مهم للثورة السورية.
ثم إن ممثلي النظام لن يخرجوا عن الأوامر الإيرانية التي ترفض أي تفكير برحيل النظام، مما يعني أن وفد النظام يحضر المؤتمر لتبديد الوقت فقط.
ويرى نظام الأسد أن مؤتمر جنيف يوفر له منصة من الشرعية واعترافا دوليا، بينما ما أفصح عنه ثلاثة مدعين عامين في جرائم حرب عالمية، يوم أمس، وتوثيقهم لآلاف الصور لجثث مواطنين سوريين قضوا في سجون النظام بالتعذيب والشنق والتجويع، يبرهن على أن النظام ليس دولة ولا حكومة، وإنما هو شبكة من العصابات المنظمة العديمة الرحمة، بحيث تجري قتلاً مروعاً لـ 11 ألف مدني سوري في سجن واحد تقريباً، وفي مدة وجيزة لم تتجاوز الثلاث سنوات. والتقرير يؤكد أن سوريا تحت إدارة نظام العصابات ليس إلا مجزرة، عدا ما يرتكبه النظام يومياً بحق السوريين، والهدم الممنهج للمدن السورية، الذي يبرهن على أن النظام ليس فقط يسيء إدارة سوريا، وإنما يعاديها ايضاً ويكن حقداً دفيناً ضد السوريين.