الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف محطة فاشلة حتى قبل انعقادهـا

جنيف محطة فاشلة حتى قبل انعقادهـا

14.01.2016
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاربعاء 13/1/2016
مستبعدٌ جداً, في ظلِّ واقع الحال, أنْ تتم مفاوضات جنيف في الخامس والعشرين من هذا الشهر وأنها حتى إن هي تمت فإنها في أحسن الأحوال ستنتهي إلى الفشل ذاته الذي انتهت اجتماعات (جنيف2) حيث أصرَّ وفد النظام, بتخطيط وإشراف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, على أن تكون الأولوية ليس لما نصَّ عليه بيان (جنيف1) وإنمَّا لمواجهة الإرهاب.. وهكذا فقد تم تعطيل كل شيء ووصلت الأمور إلى كل هذه الأوضاع التي وصلت إليها بسبب التدخل العسكري الروسي الذي اتضح أنه تم بتواطؤ أميركي مخجلٍ معيب .
 المفترض, حتى ينعقد اجتماع الخامس والعشرين من هذا الشهر, أنْ يتخلى نظام بشار الأسد أوْ في حقيقة الأمر أن يتخلَّى الروس عن شرْطيْ ضرورة تسليم قائمة بأسماء أعضاء وفد المعارضة المفاوض وقائمة أخرى بأسماء ما اعتُبر تنظيمات إرهابية كما أن المفترض أن يكون هناك وقفٌ لإطلاق من قبل القوات الروسية المحتلة ومن قبل حراس الثورة والشراذم المذهبية والطائفية المستوردة وعلى رأسها حزب الله اللبناني.. فهل من الممكن أن يحصل هذا كي ينعقد هذا الاجتماع وفي موعده ومكانه وكي لا يكون مصيره كمصير (جنيف2).. ؟!
 والجواب هو أن هذا لن يحصل أبداً حتى وإنْ استجدت معجزة في هذا الزمن الذي هو ليس زمن معجزات فالمحتلون الروس مستمرون بقصفهم وعملياتهم وارتكاب مجازر حقيقية مرعبة ضد الشعب السوري والإيرانيون, الذين يشعرون بهزيمة محققة في معركتهم مع المملكة العربية السعودية وحقيقة مع العرب كلهم باستثناء الاستثناءات البائسة المعروفة, من غير الممكن أن يفرطوا بالانجازات التي يشعرون أنهم حققوها في "القطر العربي السوري" وبالطبع فإن بشار الأسد الذي بات يشعر بأنه شرب: "حليب السباع" استناداً إلى "ورقة" جون كيري التي مددت له حتى إبريل (نيسان) من العام المقبل 2017 في كرسي الرئاسة من غير الممكن أن يتنازل عنه ما لم يتنازل أولاً أولياء نعمته.. الروس والإيرانيون .
 ولهذا فإنه لا يجوز أن تذهب المعارضة السورية إلى اجتماع من المعروف سلفاً أنه سيكون فاشلاً وبلا أي نتيجة وأن المحتلين الروس, الذين لا قرار في "القطر العربي السوري" إلا قرارهم, لا يريدون نجاحه لأنهم بالأساس عازمون على تدمير وإنهاء هذه المعارضة ليصبح البديل هو المعارضة الوهمية التي تم صُنْعها وتمت "فبركتها" لهذه الغاية وليصبح بإمكان بشار الأسد الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ولما بعد هذه الانتخابات القادمة كما قال فلاديمير بوتين ولأن القول على هذا الجانب هو ما قال بوتين الذي له على حلفائه الأمر والطاعة العمياء وبلا أي نقاش .
 ما قيمة الذهاب إلى هذا الاجتماع والاستمتاع بِطلّةِ وليد المعلم غير البهية إذا لم يكن هناك وقف مسبقٌ لإطلاق النار من قبل الروس وإذا لم يكن هناك جدول أعمال يحظى بموافقة قيصر روسيا الصاعد فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف وإذا لم يتخل بشار الأسد والحقيقة إذا لم يتخل أولياء أمره عن شروطهم المسبقة التي من بينها الحصول قائمةٍ بأسماء وفد المعارضة إلى المفاوضات والحصول على قائمة بأسماء التنظيمات التي تعتبرها روسيا ومعها إيران, حتى قبل رئيس نظام دمشق المهيض الجناح, تنظيمات إرهابية لا حوار ولا نقاش معها إلَّا بالرصاص وبالصواريخ وبقاذفات (سوخوي34) الروسية الإستراتيجية .
 إنه لا ضرورة لا لهذه المفاوضات ولا إلى جنيف المقترحة ولا إلى الخامس والعشرين من هذا الشهر ولا إلى إعطاء ستيفان دي ميستورا نجاحاً وهمياً وكاذباً لم يحقق منه شيئاً ما دام أن الروس لم يتخلوا ولا عن موقف واحدٍ من مواقفهم وأيضاً ولا عن شرط واحد من شروطهم وما دام أن الأميركيين أخرجوا أنفسهم عملياً من هذه اللعبة وما دام أنَّ القاذفات الإستراتيجية الروسية مستمرة في تدمير (القطر العربي السوري) وذبح أطفال سوريا وما دام أنها تقصف سجن إدلب وتقتل أكثر من تسعين سجيناً وتبقى الهيئات الدولية المعنية صامتة صمت أهل القبور !!