الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف - 2"... يا حصرماً!

"جنيف - 2"... يا حصرماً!

21.05.2013
راجح الخوري

راجح الخوري
النهار
الثلاثاء 21/5/2013
على ماذا يبني بان كي - مون حساباته عندما يقول ان مؤتمر "جنيف - 2" سيعقد في بداية حزيران المقبل؟ ان عشرة ايام لا تكفي لكي يقنع جون كيري اجتماع "اصدقاء سوريا" في الاردن بممارسة ضغوط على المعارضة لكي تقبل مبدأ الحوار قبل الحصول على قرار باستبعاد بشار الاسد، ولكي يقنع سيرغي لافروف في المقابل الرئيس السوري بالمشاركة في المؤتمر.
قياساً بالمواقف المعلنة ليس من المؤكد ان المؤتمر سيعقد، فالمعارضة وضعت شروطاً لحضوره في مقدمها ضرورة ابعاد الأسد ورموز نظامه من العملية الانتقالية، والتأكد من ان الحكومة الانتقالية يجب ان تكون كاملة الصلاحيات، وان المعارضة يجب ان تكون الطرف النهائي الذي يوافق على اسماء المشاركين من الطرف الآخر، وان يوضع نص اتفاق يحدد آلية التفاوض ويلتزمه الاميركيون. وفي المقابل لم يكتف الاسد بالتشكيك في فرص نجاح المؤتمر فحسب، بل نسفه من الاساس عندما قال انه مصمم على اكمال ولايته وانه سيترشح للانتخابات المقبلة سنة 2014، ولن يقبل اي مراقبين للاشراف على الانتخابات إلا من دول صديقة مثل روسيا والصين.
وقياساً بما يجري في ساحات القتال ربما تبدو فرص المؤتمر معدومة تماماً. صحيح ان المعارك تشتد عادة لتحسين المواقع والشروط قبيل ذهاب المتقاتلين الى طاولة الحوار، لكن القتال في سوريا لا يجري بين دولتين، بل بين سلطة ومعارضة وعلى قاعدة من الشراسة والدموية اكدت منذ البداية انها حرب "يا قاتل يا مقتول"، ولهذا كانت نتائجها كارثية بكل المقاييس، وخصوصاً بعدما دخلت عليها حسابات اقليمية ودولية وبعدما استقطبت المقاتلين من الخارج سواء الجهاديين السنّة الى جانب المعارضة وسواء الجهاديين الشيعة من ايران والعراق ولبنان الى جانب النظام!
إضافة الى ذلك، ان التأمل في المواقف الروسية والاميركية بعد محادثات كيري - لافروف والاعلان عن "جنيف – 2"، ربما يوحي بأن "الادارة المشتركة للقتل" مستمرة بينهما على قاعدة انهاك الدولة السورية بما يرضي اميركا واسرائيل وقتل اكبر عدد ممكن من الاصوليين بما يرضي روسيا، فما معنى امتناع كيري عن التمسك باستبعاد الاسد من المفاوضات بعد لقائه مع لافروف وهو ما دفعنا الى القول ان اميركا استسلمت لروسيا في سوريا، ثم تراجعه وتأكيده ضرورة خروج الاسد... هل هذه "مراهقة سياسية" من كيري الذي يملك هو وزوجته البرتغالية علاقات حميمة مع الاسد وزوجته؟
وعندما تسلم روسيا صواريخ "اس 300" مضادة للطائرات و"ياخونت" المضادة للسفن الى الاسد عشية المؤتمر الذي تحبذ دعوة ايران اليه، هل تكون راغبة فعلاً في انجاحه، وخصوصاً الآن عندما يتقدم النظام في القصير مدعوماً من ايران واذرعتها وتلوح معالم تقسيم سوريا؟!