الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف 2".. فشل ذريع وخيبة جديدة

جنيف 2".. فشل ذريع وخيبة جديدة

19.02.2014
الوطن السعودية


الثلاثاء 18/2/2014
لم تحصد مفاوضات "جنيف2" حلا للأزمة السورية، بل حصدت فشلا ذريعا وخيبة جديدة، تضاف إلى سجل الخيبات التي ألمت بالشعب السوري، نظير تعنت دمشق ورفضها للحلول التي تقضي بإنهاء الصراع الدامي في الأراضي السورية.
140 ألف قتيل، وتسعة ملايين لاجئ، لم تُنه هذا النزاع، لكنها كانت كفيلة بكشف الوجه "القبيح" لشغف النظام الأسدي بالدماء، وانطلاقه في دهاليز العتمة وجرائم الحرب ضد الإنسانية.
لفظت الأجساد أرواحها وانسكبت دماء السوريين على رصيف الواقع "المخزي" وسقط قناع العالم الذي انشطر ما بين مداهن للموت ومؤيد للدمار وصامت كان صمته إعلانا لانتصار الوحشية الإنسانية التي لم تلتفت لشعب كانت كل جنايته أنه يريد العيش بكرامة فقط.
هذا الفشل الذي أعلن عنه الأخضر الإبراهيمي، من خلال اعتذراه للشعب السوري  بعدما اتضحت الصورة النهائية لجنيف2  سيقود الأزمة إلى مزيد من شلالات الدم، وسيفتح بابا جديدا في قصة التخاذل العالمي الذي اتضحت معالمه منذ أول طلقة سكنت صدر الإنسان السوري.
الغريب في دهاليز السياسة والموقف العالمي من الأزمة السورية، أن الخداع أصبح نقطة ارتكاز تتكئ عليها دول العالم أجمع، فرفض روسيا  حليف البشاعة والموت  لتصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي ذكر فيه "بأنها تشجع الرئيس السوري على "المزايدة" والبقاء في السلطة"، لم يكن إلا مزيدا من الكذب العلني، وكتابة للسطر الأكثر تجمدا حول الإحساس بآدمية القتلى والأبشع تفاعلا حول جوع اللاجئين السوريين.
أما أميركا، فهي التي تحاول رسم اللوحة بالألوان الرمادية لم يتضح موقفها "الجاد" حتى اللحظة، ولم تسهم بشكل فاعل في إنهاء تعبئة التوابيت السورية بأجساد سقطت برصاص النظام الاستبدادي، بل تغازل الشعب السوري بتصريحات الرفض والشجب التي لا يتجاوز فعلها المنصة التي تقرأ فيها وربما أنها من أبرز المستفيدين في عدم إزاحة النظام القمعي في سورية.
بعد فشل مفاوضات جنيف2 اتضح أن سورية كانت "خشبة مسرح" للدول التي تحاول أن تمثل دور الداعم والحليف للإنسانية ضد الموت والدمار، واتضح أيضا مدى غباء الدول العظمى في التمثيل وتأدية الدور الأضعف، الذي يكشف أن المهم لديها هو مدى استفادتها من الوضع سواء كان في إطالة أمد الصراع أو إنهائه.