الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف 2" وتقسيم سوريا

"جنيف 2" وتقسيم سوريا

23.05.2013
رأي البيان


رأي البيان
البيان
الخميس 23/5/2013
تشهد الساحة الدولية تجاذبات حول السبيل الأمثل لوقف نزف الدم السوري وآليات ذلك، في ظل تزايد تعقيدات الأزمة على المستوى السياسي، واتضاح الأمور أكثر على الأرض مع اشتداد المعارك بين قوات النظام ومليشيات المعارضة، والتي يبدوا أنها ترسم مع قتالها حدود التقسيم المقبلة.
أصدقاء سوريا اجتمعوا بالأمس في عمان، وبحثوا في آليات التفاوض بين النظام والمعارضة وترتيبات انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، في ظل حراك دولي مكثف تزامن مع تقديم الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب خريطة طريق لحل الأزمة، تركز على عدم مشاركة الرئيس السوري في أي عملية انتقالية، وتسريبات عن خطة عمل تركية ركنها الأساسي تسليم الأسد صلاحياته كاملة لحكومة انتقالية يشكلها النظام والمعارضة، مقابل السماح له بالبقاء في سوريا والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
الإشكالية تبقى في ما هو مستقبل حياة الشعب السوري إذا ما ظلّ الأسد وحاشيته يحكمون سوريا أو حتى يشاركون في إدارة فترة انتقالية. وهل يمكن للشعب أن يقبل وجوده حتى في فترة انتقالية؟ أو أن يتم إعادة التعايش للسوريين بعد أن استعان الأسد بإيران وحزب الله اللبناني.
يمكن اعتبار «جنيف 2» مؤتمر المساومات على تقسيم سوريا. ومن الدلائل على ذلك أن قوات الأسد مدعومة بقوات إيرانية ومن حزب الله تقوم منذ مدة بعملية التطهير العرقي في الساحل السوري على البحر المتوسط الذي تسكن مدنه أغلبية سنية وأقلية علوية، في حين يحيط بالمدن قرى سنية وأخرى علوية، بغية إحداث تغيير سكاني على الأرض في تلك المنطقة لصالح الطائفة العلوية، بما يمهد لتقسيم سوريا إلى عدة دويلات. إحداها علوية تتمركز على الساحل من حدود تركيا في أقصى الشمال السوري حتى حدود لبنان، والثانية دويلة سنية تمتد في وسط البلاد بمحاذاة حدود الدويلة الأولى، فيما الثالثة كردية تنتشر على معظم شرق البلاد بما فيه الحدود السورية - العراقية، وتكون امتداداً لمنطقة الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق التي هي بالفعل نواة الدولة الكردية مترامية الأطراف التي يسعى الأكراد لإنشائها داخل حدود الدول الأربع المحيطة بها.