الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف 2" وخناجر الأسد

"جنيف 2" وخناجر الأسد

03.12.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاثنين 2/12/2013
المتتبع للشأن السوري هذه الايام يلحظ ان ثمة تصعيدا ميدانيا دمويا خطيرا من قبل قوات النظام مدعومة بمليشيات حزب الله وعناصر من الحرس الثورى الايراني ضد الثوار؛ متبوعا بخطاب "سياسى ملتوٍ" صادر عن نظام الاسد؛ اقرب بالحقيقة الى حديث "المناورات والمراوغات"؛ وهو ما يؤشر الى ان مؤتمر "جنيف 2 " المخصص لحل الازمة السورية؛ والذى يفترض انعقاده فى 22 يناير المقبل محكوم عليه بالفشل قبل ان يولد؛ او بالاحرى يتعرض للذبح برصاص نظام الاسد.
فالطبيعى ان اطراف الازمة السورية — وبالاخص النظام الحاكم — يفترض انه الان فى مرحلة الاعداد والتجهيز للمؤتمر — طوق النجاة الاخير لانقاذ سوريا من وسط حمامات الدم —؛ وكان الاحرى به ان يقدم للعالم مؤشرات ودلائل حسن نواياه؛ والاتجاه الى التهدئة على الارض بما يمهد للانفتاح على قوى المعارضة؛ ومحاولة تجسير الهوة العميقة معها؛ وبالتالى مؤهلاته وجواز عبوره الى مؤتمر "جنيف 2 " المنتظر.
ولكن بدلا من ذلك نشهد اصرارا عجيبا من قوات النظام على ارتكاب المزيد من المذابح؛ فعلى مدى الثلاثة ايام الماضية سقط اكثر من 600 قتيل فى غارات جوية استخدمت فيها القنابل البرميلية وهى عبارة عن اسطوانات مملوءة بالمتفجرات أو براميل نفط تقصف بها المواقع؛ ولكن غالبا ما تخطئها وتصيب السكان مخلفة مجازر رهيبة.
ووسط هذا التصعيد الدامى من قبل قوات النظام تجيء بالامس تصريحات
مثيرة ومقلقة من دمشق بلسان فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري
الذى اعلن ان اي قرار لن يصدر عن مؤتمر جنيف — 2؛ "الا بموافقة" الرئيس
بشار الاسد. وقال لاحدى القنوات الموالية للنظام ان "الوفد الذي سيذهب الى جنيف سيحمل تعليمات وتوجيهات ومواقف وقراءات الرئيس الأسد؛ وإن الحلول لن تتم إلا بموافقة الرئيس الأسد".
وهو ما يشكل باعتقادنا (فصلا جديدا من المراوغات والحيل الدمشقية) يحمل معه استفزازا — فى غير توقيته ولا محله — لمشاعر قوى المعارضة؛ التى قبلت المشاركة فى "جنيف2 " بضمانات تستبعد اى دور للاسد خلال المرحلة الانتقالية التى يفترض ان تديرها حكومة انتقالية!
وهكذا بضوء كل ذلك نحسب انه لم تلح بالأفق أي بوادر على إمكانية إنهاء الصراع بالطرق الدبلوماسية؛ حسب المأمول من "جنيف2"؛ وهو فشل يتحمله نظام الاسد الذى يشهر خناجره على رقبة المؤتمر.