الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف 2" وهامش المناورة

"جنيف 2" وهامش المناورة

02.02.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
السبت 1/2/2014
لم تنجح الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف 2" للسلام في سوريا بين وفدي المعارضة السورية ونظام بشار الأسد، والتي اختتمت امس، في إحراز أي تقدم جوهري باتجاه حل الأزمة التي اسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من السوريين، فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بالمدن والبلدات على امتداد سوريا.
لكن ـ ومع ذلك ـ فإن "جنيف 2" نجحت في إلزام الطرفين بالجلوس للتفاوض، كما نجحت في فرض مقررات "جنيف 1" كأجندة للمحادثات، بعد ان حاول النظام استخدام أساليبه المعهودة في المراوغة ومحاولة الالتفاف على البنود الاساسية وعلى رأسها تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي ستتولى ـ بصلاحيات كاملة ـ قيادة عملية التغيير والتحول الديمقراطي في سوريا. كما نجحت "جنيف 2" في كشف الغطاء عن نظام الاسد أمام العالم، واصبح هامش المناورة والمراوغة أمامه محدودا، خصوصا بعد حصر التفاوض على بيان جنيف 1 والذي يتحدث عن الوقف الدائم لإطلاق النار وعملية الانتقال السياسي الذي تقوده "هيئة حكم انتقالية" يتم تشكيلها بالتوافق.
لقد بحثت الجولة المنتهية بعض القضايا الانسانية مثل، فك الحصار عن بعض المناطق والسماح بمرور المساعدات أو الحديث عن وقف النار الجزئي أو إطلاق المعتقلين، ولم يحرز الجانبان فيها سوى بعض التقدم الضئيل، وهو لا يوازي بأي حال ما يترقبه الشعب السوري من تقدم باتجاه حل القضية.
إن نظام الاسد ووفده يتحملان المسؤولية عن الفشل في إحراز تقدم في الجولة الأولى من محادثات جنيف وعن المحصلة المتواضعة التي خرجت بها، لكن الجولة المقبلة والتي جرى تحديد موعدها في العاشر من فبراير من شأنها ان تضع وفد النظام في مواجهة لحظة الحقيقة وبحث القضية المركزية المتعلقة بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي.
لقد استفاد النظام السوري خلال الفترة الماضية من الانقسام الدولي في محاولته للتشبث بالسلطة، غير ان الوضع بدأ يتغير فيما يبدو بعد ان اصبح المجتمع الدولي موحدا أكثر من ذي قبل إزاء عملية السلام في سوريا، وهو أكثر استعدادا للضغط على الأطراف ودفعها لتنفيذ عملية الانتقال نحو سوريا الجديدة.