الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف 2 يترنح

جنيف 2 يترنح

29.05.2013
اليوم السعودية


اليوم السعودية
الاربعاء 29/5/2013
بعد نقاشات طويلة وساخنة أخيراً رفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن توريد الأسلحة إلى الثورة السورية.
وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تمت بلا حماس أوروبي ذي بال، فإنها أشعلت الغضب في الدبلوماسية الروسية، لأن ذلك سوف يضع مؤتمر جنيف 2 في مهب الريح. مع أن روسيا وطهران تخططان وتطمعان باستثمار المؤتمر لشراء المزيد من الوقت لنظام الأسد ولمد الأزمة لأطول مدى، وفي نفس الوقت تحصد الأسلحة الروسية السوريين وتتمكن الميلشيات الإيرانية من التوغل في الأراضي السورية، فيما الجيش السوري الحر يعاني شح الأسلحة وسوء الدعم من الدول الصديقة.
وفي الحقيقة فإن مؤتمر جنيف2 لا يبدو أنه يهدف إلى تحقيق أية تسوية سلمية تحفظ للسوريين كرامتهم وتزيل نظاماً يجثم على أنفاسهم ويحكمهم بالحديد والنار ويعمل وكيلاً للقوى الأجنبية ويرهن بلادهم لدى طهران منذ عقود. ولم يكن المؤتمر أكثر من إخراج روسي لإدخال الأزمة السورية في مزيد من المتاهات في غياب أي فعل أمريكي قوي لمساندة المعارضة. وواضح أن مؤتمر جنيف لا يخرج بأية نتيجة سواء سمحت أوروبا بتسليح الجيش السوري الحر أو لم تسمح.
ويبدو أن الثورة السورية ستشارك في مؤتمر جنيف ليس قناعة بأن المؤتمر يمكن أن ينتج أي حل، وإنما استجابة للمسئوليات السياسية الأدبية. لهذا فإنه يبدو أن الثوار السوريين يستعدون للمشاركة في المؤتمر ولكنهم لا يعولون إلا على الميدان وما يحققه الجيش الحر من بطولات وانتصارات مستمرة ضد النظام ورعاته في موسكو وطهران. والصمود البطولي للشعب السوري وجيشه الحر هو الاستثمار الحقيقي للثورة في مؤتمر جنيف وفي تحقيق الإنجازات في الميدان، وأقربها الخسائر الفادحة التي مني بها حزب الله في مدينة القصير التي لقنت الحزب ورعاته ومموليه وحلفائه درساً بليغاً وعملياً. كما أن الجيش الحر محفزاً بالبطولات في القصير قد حذر لبنان والجامعة العربية والأمم المتحدة بأن عليها أن تمنع حزب الله من الاستمرار في غزوه للأراضي السورية أو أن الجيش الحر سيمارس حقه الطبيعي في الدفاع عن بلاده ومواطنيه. ويملك الجيش السوري الحر طاقة قتالية عالية، إذ على الرغم من تواضع تسليحه إلا أنه حرر مساحات شاسعة من سوريا انتزعها من أيدي جيش النظام المدجج بالأسلحة الفتاكة والطيران والصواريخ والكرم الإيراني والدعم الروسي غير المحدود.
وسماح أوروبا بتسليح الجيش السوري الحر يمثل نقلة نوعية في الدعم الدولي للثورة السورية، ويسمح للسوريين الآن بالدفاع عن أنفسهم بصورة أكثر ملاءمة ضد قوات النظام التي تتحالف مع ميلشيات الغزو الأجنبي لتنظيم المذابح الفظيعة وتطهير القرى السورية من سكانها وسفك دماء السوريين في كل مكان وتدمر المدن في كل الجغرافيا السورية.