الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف 2 يولد ميتاً أو في الإنعاش

جنيف 2 يولد ميتاً أو في الإنعاش

02.06.2013
حازم مبيضين


الرأي الاردنية
السبت 1/6/2013
لسنا معنيين بالتفاؤل الروسي، أو التراجع الأميركي، أو بقبول دمشق حضور مؤتمر جنيف 2، أو عدم قدرة المعارضات السورية على اتخاذ موقف، بسبب ارتباط قرارها بأكثر من عاصمة، نحن معنيون بالدم السوري، الذي يجري التفاوض على حسابه، دون احتساب للكميات المراقة منه، ذلك أن ما انكشف عن تفاهم الطرفين موسكو وواشنطن، حول استثناء الأمن والقوات المسلحة والمخابرات والبنك المركزي من النقاش، « ماذا يظل بيد الحكومة الانتقالية «، والسماح لكلا الطرفين الاعتراض على أعضاء الطرف الآخر، وتوسيع دائرة المعارضة، بحيث تضم الائتلاف الوطني، وأطرافاً أخرى، بما فيها المحسوبة على النظام، يعني أن المؤتمر العتيد بحاجة إلى أكثر من معجزة، لينعقد أولاً ولينجح بعد ذلك.
موسكو قدمت تفسيرات لاحقة، فاعلنت أن تنظيم مؤتمر دولي لتسوية النزاع السوري، لن يكون مسألة سهلة، ومعارضو سياسات أوباما السورية، أرسلوا السيناتور جون ماكين إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، ليجتمع بقادته الذين توافدوا للاجتماع من كثير من المناطق السورية، ما يعطي دفعاً كبيراً لثوار سوريا، الذين يطالب ماكين بتسليحهم، وهي زيارة ترى موسكو أنها تمت بالاتفاق مع إدارة أوباما، وليست رفضا لمواقفها، فيما قرر وزراء خارجية الإتحاد الاوروبي، رفع حظر السلاح المفروض على المعارضة، والاستمرار في فرض العقوبات المالية والاقتصادية على النظام، وردت موسكو بإعلان أنها ستسلم صواريخ «إس 300» إلى نظام الأسد، لعرقلة اي سيناريو عسكري اجنبي محتمل للحل في سوريا، ما يعني اندلاع معركة عض الأصابع قبل أن يتبين مصير المؤتمر.
بحسب صحيفة ديلي بيست الأمريكية، فإن البيت الأبيض طلب من البنتاغون وضع خططً لإقامة منطقة حظر جوي داخل سوريا، وبما يؤشر إلى أن واشنطن تعتمد خطين للوصول إلى غايتها، أولهما استمرار السعي نحو حل سياسي، والثاني هو التدخل العسكري المباشر، ربما على شكل عمليات عسكرية متعددة الاطراف، ستدخل حيز التنفيذ في حال فشل مؤتمر جنيف، علماً بأنه كان طـُلب من وكالات عديدة مختصة، دراسة الإيجابيات والسلبيات لخيارين آخرين، أولهما تسليح دقيق لعناصر معتدلة من المعارضة، كالجيش الحر مثلاً، والثاني الاعتراف رسمياً بائتلاف المعارضة السورية، كممثل حكومي لسوريا، وسحب الاعتراف نهائياً بنظام الأسد.
قبل ذلك، وجه مؤتمر أصدقاء سوريا من عمان رسالةً للمعارضة، تدعوها للتوجّه إلى مؤتمر جنيف، مع عدم التفاؤل بنجاحه، ورغم أن لافروف أعلن أن روسيا تعول على أن تبدي المعارضة موقفاً بناءً من المؤتمر، وأن رسالة أصدقاء سوريا كانت شديدة الوضوح وحاسمة، فإن تعدد اللاعبين، وتشتت المعارضين، لم يسمح بوصولها بالوضوح الذي انطلقت به، كل ذلك معطوفاً على مراوغة النظام تجاه المؤتمر، خشية أن يؤدي إلى سقوطه، « الملدوغ يخاف من جرّة الحبل»، وعجزه عن الحسم عسكرياً، رغم رجحان الكفة لصالحه مؤخراً، بسبب انخراط حزب الله في القتال إلى جانبه، كما أن في الداخل السوري من لايتعاطى مع كل هذه المعطيات، وهو مصمم على بلوغ النصر، ما يؤكد أن التهليل لجنيف الثاني لن يتجاوز حناجر المهللين، وأنه سيولد ميتاً، أو ينقل فوراً إلى غرفة الإنعاش.