الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف 2".. في مهب الريح

"جنيف 2".. في مهب الريح

22.01.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الثلاثاء 21/1/2014
أحاطت الشكوك حول التئام مؤتمر "جنيف 2" لحل الازمة السورية، وبات في مهب الريح بعد اللغط حول دعوة الامم المتحدة لإيران للمشاركة في المؤتمر، فواشنطن طالبت بسحب الدعوة، فيما هددت المعارضة السورية بالانسحاب، بينما أثارت طهران شكوكا بقبولها الدعوة "دون شروط مسبقة" ما يفسر بأنه رفضا لاتفاق "جنيف 1" في 2012 الذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية وهو ما يعتبره الغرب والمعارضة خطوة نحو إزاحة الأسد من السلطة، وزاد الامر تعقيدا أن الرئيس السوري ابدى رغبته في البقاء في الحكم بالترشح لولاية رئاسية جديدة في يونيو المقبل.
لا يمكن التنبؤ بمصير المؤتمر، فهل سيعقد في موعده غدا الاربعاء 22 يناير، في ظل مهلة الساعات التي منحتها المعارضة السورية للامم المتحدة لسحب دعوتها لإيران؟، ويزيد الامر الموقف الروسي الذي يرى أنه لا مغزى للمؤتمر بدون طهران.
يبدو أن الازمة السورية دخلت نفق "لعبة الامم"، الامر الذي قد يعصف بالمؤتمر ذاته، وهذا من شأنه ان يضع الغرب في مسار تصادمي مع الأمم المتحدة، فهل يكون مصير المؤتمر الفشل؟ ولا توجد حاليا أي فرصة لتحقيق انفراجة لإنهاء الحرب التي أودت بحياة ما لا يقل عن 130 ألف شخص. ونزوح ربع السوريين من ديارهم فمن يتحمل مسؤولية اسوأ كارثة انسانية في العالم.
ينبغي ان يثبت المجتمع الدولي جديته، وان يضع الامور في نصابها، فالمؤتمر وسيلة لحل الازمة سياسا، لا ساحة لصراع القوى والاختلاف فمن شأنه ان يطيل معاناة الشعب السوري، ويمنح الاسد فرصة البقاء في السلطة، وهذا يعني استمرار جرائم الحرب.
مع استدعاء التجربة الليبية، سيكون الخيار — في حال فشل انعقاد المؤتمر — تشكيل تحالف خارج إطار الامم المتحدة ووقتها سيكون التدخل الانساني وحماية المدنيين وإنهاء حكم الاستبداد مطلباً اساسياً.