الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف 2" .. فاصلة السوريين

"جنيف 2" .. فاصلة السوريين

31.10.2013
حسن العقلة



البيان
الاربعاء 30/10/2013
لا شيء يمنعهم أبداً، هم السوريون دوماً روحهم المرحة تزرع الأمل في كل مكان، حتى لو كان نصفهم تحت خط الفقر كما تصفهم الأمم المتحدة، فزمن التسلط والقمع لن يمنع بعد الآن من خروج ابتسامتهم للملأ، كيف لا وهم أصحاب حضارة وتاريخ، من قلعة دمشق وحاراتها وأزقة حلب الشهباء إلى أم النواعير وإدلب الخضراء، وحمص ولاذقية العرب والرقة وعروس الفرات، لتلتقي قاطبة في سهل حوران وجبل العرب، أبجديات أبهرت العالم بحروفها، وكأن الروح لا تسكن إلا السوريين، أينما حلوا بخفة دمهم يصنعون أملاً جديداً، حتى إن العالم الافتراضي لم يسلم منهم.
جنيف 2"، ومن لم تزعجه هذه الكلمة بعد؟! فقد أصبحت لدى السوريين محل سخرية و"تأفيل" باللهجة العامية، الذين افترقوا بكافة أطيافهم في "جنيف 2 الواقع"، واجتمعوا معاً بمسار النكتة في "جنيف 2 الافتراضي" على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن دردشات يبوح كل واحد منهم بما يختلج في صدره من آهات وآلام تصطبغ بطابع النكتة فتخرج إلى الواقع الافتراضي بسيناريو واحد، يحبك معاناتهم وما حل بهم من ائتلاف المعارضة وبطش النظام، فالأول فتك ببعضه، والثاني لم يبق حجراً على حجر وقتل وشرد الملايين، لا بل يبعق بالترشح لولاية جديدة، فهم مصرون -أي السوريون- على أن تكون طاولة جنيف 2 الشيء الذي طالما حلموا به، واقعاً جديداً يعيد لهم حقوقهم المسلوبة وأبسطها العيش بكرامة، فهل تكون قرارات جنيف 2 نقية كصفاء قلوب السوريين؟!
وأيضاً نقاشات "جنيف 2" الافتراضي تعكس بين هذا في أقصى الدنيا وذاك داخل سوريا، وآخر في مخيمات اللجوء، حوارات مرارة الحياة وقسوتها على مدار ثلاث سنوات منذ انبلاج الثورة، التي زادت من قناعة الشعب السوري، بأن العودة إلى ما قبل 18 آذار موت، والوقوف عند هذا الحد انتحار، وأنه مازال الجوع والعطش والحصار والتنكيل سلاح الموت الجديد، فإنه لا مجال سوى الولوج إلى قضية نزع السلطة وإعادتها إلى الشعب صاحب السيادة.
فمهما يكن فإن إمهار الحياة بالكرامة أثمن من زمن المقاومة والممانعة البغيضة، حين لعق فيها الناس هناك "الأمرين" ولم يك يجرؤ أي سوري على أن يقول ومنذ نعومة أظفاره في طابور المدرسة الصباحي سوى: "إلى الأبد.. إلى الأبد"، و"البعث طريقنا".
فكبروا وشبوا حتى عبث النظام في حياتهم ومعيشتهم ومستقبلهم، فكان النتاج، أن "طفش" الشباب السوري إلى الخارج قبل أن تنقض عليهم "الخدمة العسكرية الإلزامية"، فيعود المواطن السوري ببدلة مهترئة ورأس أصلع وبـ "البصطار" إلى زمن العبودية، فأين المفر؟
قبل الانطلاقة نحو جنيف 2 الواقعي أرجوكم خذوا معكم حروفي هذه علها تكون أيضاً أحد أوجاعي.