الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف 2 " بين متطلبات النجاح وسيناريو الفشل

"جنيف 2 " بين متطلبات النجاح وسيناريو الفشل

25.01.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الخميس 23/1/2014
تتساوى اليوم بالتأكيد، وإلى حد الساعة، حسابات النجاح والفشل بالنسبة لمؤتمر جنيف 2 الذي تنظمه الأمم المتحدة بحضور عربي ودولي واسع ومؤثر بهدف الضغط والدفع باتجاه حل، ولو بأي صيغة، لحلحلة الأزمة السورية الطاحنة، وما يتعرض له الشعب السوري الصامد والصابر من جرائم إبادة جماعية على يد النظام وقواته من قتل واضطهاد وتشريد وترويع.
وجدير بالتنويه هنا، أن مشاركة قطر في هذا المؤتمر ليست لمجرد تلبية الدعوة التي تلقتها من القائمين عليه، وليس بهدف المشاركة من أجل المشاركة، بل هي مشاركة تنطلق من حرص قطر، ومنذ البداية على تلافي الأزمة السورية والحيلولة دون تفاقمها، ولم تجد دربا لذلك إلا سلكته سواء بالاتصال المباشر مع النظام والمعارضة، أو من خلال المشاركة الإيجابية والفعالة في مختلف الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء هذه الأزمة ووقف نزيف الدم السوري، كما أوضح ذلك سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية خلال كلمته في المؤتمر.
إلا أن نجاح هذا المؤتمر سيبقى رهين مجموعة من المحددات التي ستحدد مساره، والمتطلبات التي يتطلبها نجاحه، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر تنفيذ نتائج اجتماع جنيف "1" وفقاً للمفهوم الذي تضمنته البيانات السابقة عن مجموعة أصدقاء سوريا في كل من لندن وإسطنبول وآخرها باريس، بما في ذلك حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لا مكان فيها للأسد، والوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية على الأراضي السورية كلّها، وقيام النظام السوري الحالي بتوفير ممرات آمنة لتقديم المساعدات الانسانية داخل جميع الأراضي السورية وتركيز الجهود على التوصل إلى اتفاق محدد واضح ووضع إطار زمني محدد للتفاوض وأن يتضمن الاتفاق أدوات لإنقاذه وآليات لمراقبته.
اجتماع جنيف 2 سيشكل محطة تاريخية مهمة في محطات هذه الأزمة المعقدة، وسيكون نجاحه نجاحا لصوت العقل والحكمة والحوار، وسيكون فشله انتحارا سياسيا وكارثيا للنظام، الذي اتيحت له الفرصة ولم يحسن استغلالها جريا على عادته في إضاعة الفرص.