الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف 3

جنيف 3

18.01.2014
د. مازن عبد الرزاق بليلة


المدينة
الجمعة 17/1/2014
جنيف 3أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن جنيف 2، سيعقد في 22 من هذا الشهر، فيما يلتقي الأخضر الإبراهيمي وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا لبحث الاستعدادات لهذا المؤتمر الذي يهدف إلى تطبيق الخطة التي اعتمدت في جنيف 1 التي صدرت من دون مشاركة سوريا، تلك الخطة التي بقيت منذ ذلك الحين حبرًا على ورق، لذلك يجب على الأمين العام، تحديد موعد جنيف 3، لمعرفة لماذا لم نطبق جنيف 2.
انتهى مؤتمر المانحين الذي استضافته دولة الكويت الشقيقة بتقديم 2,4 مليار دولار لإغاثة الشعب السوري، بحسب ما أعلن الأمين العام بان كي مون، الذي كان يهدف إلى جمع 6,5 مليارات دولار، منها 500 مليون دولار من الكويت، و380 مليون دولار من أمريكا، و250 مليون دولار من السعودية، بعد أن أكد الأمين العام أن 40% من المستشفيات لا تعمل في سوريا، ومشيرًا إلى أن 1.3 مليار دولار قدمها المجتمع الدولي لسوريا العام الماضي.
لماذا تأتي مساعدة اللاجئين السوريين بدون وضع حل جذري لأزمتهم، ووقف المذابح؟ وهل هناك جدوى من جنيف 2 برحيل بشار الأسد؟!
إن نجاح أي مؤتمر يسعى لوقف العنف ونقل الصراع السوري إلى مسار سياسي، يتطلب واحدًا من خيارين، إمّا اقتناع النظام الحاكم، باستحالة الحسم العسكري ووصوله إلى درجة من الضعف والإنهاك تُجبره على اختيار الرحيل، وإمّا -في حال تعذر ذلك- أن يتكفل مجلس الأمن، بإكراهه على اتباع هذا الطريق، وإلى اليوم، ليس هناك فرصة لتقدم أحد هذين الخيارين، بسبب الفيتو الروسي والصيني، والدعم الإيراني.
الحكومة السورية التي أعلنت مشاركتها في جنيف 2، مطمئنة إلى تراجع الحسم العسكري من قِبَل المجتمع الدولي الذي لا يزال منقسمًا ومحجمًا عن التعاطي الجدي مع الصراع، وتدرك أن السياسات الغربية لا تريد إغلاق الجرح السوري لتشابك المصالح، وأن ما تقدمه من المعونات لتلطيف حياة اللاجئين لامتصاص الضغط الأخلاقي للمشاهد المروّعة.
بقية للحوار:
تم مؤخرًا تداول صور الموتى من الأطفال والشيوخ والنساء في المخيمات السورية، في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مناظر مؤلمة لوحشيّ الجوع والثلج، لعلّ الضمير العالمي يستيقظ اليوم ليحسم الأمر دون انتظار جنيف 3.