الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف2" الغاية والمصير

"جنيف2" الغاية والمصير

22.10.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاثنين 21/10/2013
حالة من "الضبابية" تلف مصير مؤتمر"جنيف 2" لحل الأزمة السورية المتصاعدة؛ يتضح ذلك جليا من تضارب الأنباء حول موعد انعقاده ؛ التى كان أحدثها بالأمس حيث اعلن الدكتور نبيل العربى أمين عام الجامعة العربية بعد مباحثات مع الاخضر الابراهيمى الموفد العربى الدولى الى سوريا ان المؤتمر سيعقد يوم 23 نوفمبر المقبل؛ غير ان الابراهيمي تحفظ وهو بجوار العربى على تحديد الموعد؛ مؤكدا انه سيتم الاعلان عنه بعد انتهاء جولته الاقليمية التي بدأها في القاهرة وسوف تحمله لاحقا الى قطر وإيران، تأكيدا لدورهما الاقليمى الفاعل فى التوصل الى حل للأزمة؛ والملاحظ ان تحديد موعد الثالث والعشرين من نوفمبر لـ"جنيف 2"سبق ان أشار إليه نائب رئيس الوزراء السوري قدرى جميل من موسكو الاسبوع الماضى؛ ولكن بعدها بساعات اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن تحديد موعد عقد المؤتمر من اختصاص الأمين العام للأمم المتحدة وليس المسؤولين السوريين؛ وهو ماأكدته فى نفس اليوم جين ساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية التى قالت إنه لن يتم تحديد موعد للمؤتمر؛ إلا إذا حددته وأعلنته الأمم المتحدة.. ويعزز من حالة الغموض تلك حالة الانقسام داخل ائتلاف المعارضة السورية حول المؤتمر وهو الامر الذى ربما يحسم غدا الثلاثاء. حيث يبدأ الائتلاف اجتماعات باسطنبول لاتخاذ قرار نهائي حول المشاركة في المؤتمر. كل هذا يشير الى ان صعوبات كثيرة لا بد من تخطيها لعقد المؤتمر.
على اية حال ربما يكون غدا - الثلاثاء - فاصلا وحاسما فى تحديد مصير المؤتمر حيث من المقرر ان يلتقى اصدقاء الشعب السوري فى لندن مع ممثلين عن المعارضة في محاولة لاقناعهم بان مؤتمر جنيف هو الحل الوحيد لوقف نزيف الدم فى سوريا والتوصل الى سلام.
وفى ظل تلك المساعى والجهود الدولية والاقليمية المقدرة لاخراج جنيف 2 الى الوجود؛ وجمع اطراف الازمة على طاولة واحدة ؛ نحسب انه من الضرورى ان ينتبه ويدرك الوسطاء ورعاة المؤتمر بان الشارع السورى ما عاد يقبل بأقل من رحيل نظام الاسد وتشكيل حكومة انتقالية تملك جميع صلاحيات السلطة التنفيذية لصياغة ورسم ملامح سوريا الجديدة؛
التى دفع ثمنها 115 ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى وملايين المشردين ؛ ان القبول بغير ذلك يعنى انه "مساومة رخيصة" على دماء كل هؤلاء ؛ و"اهانة مرفوضة" لأرواح شهداء الثورة.