الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف2.. المملكة تقدم مبادئ الحل

جنيف2.. المملكة تقدم مبادئ الحل

25.01.2014
السعودية اليوم


الخميس 23/1/2014
في كلمته في مؤتمر جنيف2 قدم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، اقتراحات بناءة ومنطقية لحل الأزمة في سوريا، ووقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الأسد ورعاته.
وقدم سموه أربعة اقتراحات تتلخص في انسحاب قوات الاحتلال الأجنبي من سوريا، ووقف الحرب وفك حصار التجويع عن المدن السورية، وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى المحاصرين. وهذه المبادئ تمثل مقدمة لتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، ولا يكون لنظام البغي ولا لرئيسه ولا قتلته أي دور فيها.
وهذه الاقتراحات هي مبادئ لحل أية أزمة في العالم، وجرى تطبيقها في أصقاع كثيرة من الأرض، لإنهاء أزمات وحروب طاحنة. ولا يوجد أي حل للأزمة السورية ما لم يجر تطبيق أمين لهذه المبادئ، وأهمها سحب جميع القوات والميلشيات الإيرانية التي تحتل سوريا وتدير آلة القتل وتمنع السوريين من البحث عن حلول سلمية لإنقاذ بلادهم. وتدير القوات الإيرانية المذابح البشعة وممارسات التعذيب في معتقلات الأسد، بل إن معارضين سوريين يرون أن صناعة القرار في صفوف النظام السوري بأيدي الميلشيات الإيرانية وأن بشار الأسد لم يعد يملك أي قرار في سوريا. وانسحاب القوات الإيرانية وميلشياتها من سوريا يضع الأزمة السورية على طريق الحل الذي يتمناه كل السوريين وكل محب لسوريا.
وواضح أن وفد النظام جاء إلى جنيف2 ليحول المؤتمر إلى منتدى خطابي والردح ضد السوريين والدول التي تدعمهم، ومحاولة الدفاع عن جرائم النظام والميلشيات الإيرانية، والتغطية على فظائعها وممارساتها.
وفي الحقيقة الكارثة يهندسها النظام وميلشيات طهران في سوريا، تحتم على المجتمع الدولي أخلاقياً وسياسياً، أن يجد في البحث عن حل وأن يرغم النظام وقوات الاحتلال الإيراني على وقف المذابح، وإنهاء سياسة تجويع المدن والاعتراف بأن الشعب السوري بدأ طريقه نحو الحرية والاستقلال، واستعادة هويته الوطنية العربية، ولا يود العودة إلى نظام القمع والسجون والتأليه الحزبي والخنوع لميلشيات طهران وممثليها الذين استبدوا بالسوريين وعاثوا فساداً لسنين طويلة واجتهدوا في زرع الفتن والبغضاء في سوريا.
a; ��-a� ��Y >أما فيما يختص بالنظام؛ فهو يعاني من مشكلات تمنعه من تجاهل مطلب المعارضة المتمثل في حكومة انتقالية، ولكنه يشعر أن موقفه على الأرض أكثر صلابة من المعارضة، ولا يجب أن يقدم هذه التنازلات للمعارضة التي يتهمها بأنها تمثل بعض دول الإقليم. والأهم من ذلك هو التغير الكبير الذي حصل على الأرض. فعندما عقد "جنيف 1"، كانت المعارضة تسيطر على مناطق ومدن كثيرة، وكانت تدك أسوار دمشق. إلا أن دخول حزب الله والحركات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة، غيّر الخريطة نوعاً ما، واستطاع النظام تحقيق بعض المكاسب الميدانية. لكن النظام يعلم أنه غير قادر على حسم المعركة، ولكنه كذلك، لن يكون قادراً على تجاهل مطالب المعارضة والمجتمع الدولي بحكومة انتقالية، وبالتالي فلا بد من الوصول إلى هذه النقطة في مرحلة ما.
من غير المرجح أن ينجح مؤتمر جنيف في الوصول إلى اتفاق على حكومة انتقالية، وبخاصة إذا ما تم الإصرار على خروج الأسد من اللعبة السياسية الآن. ولكن إطلاق العملية السلمية أمرٌ غاية في الأهمية. ومن المرجح أن تستمر المحادثات والمفاوضات لأشهر عديدة.
وبعيداً عن الحل السياسي للأزمة، هناك الكارثة الإنسانية التي حلت بالشعب السوري من خلال القتل والتدمير والتهجير، والتي يجب أن لا تغيب عن أجندة المؤتمر، من خلال التوصل إلى تفاهمات حول وقف لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع.