الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف2".. فشل أم نجاح أم إلغاء؟

"جنيف2".. فشل أم نجاح أم إلغاء؟

06.01.2014
الوطن السعودية


الاحد 5/1/2014
حين يؤكد المجلس الوطني السوري ـ أول من أمس ـ عدم مشاركته في مؤتمر "جنيف2" المفترض عقده في 22 يناير الجاري، وسبقه في ذلك رفض المعارضة المسلحة للمشاركة، فإن ذلك يضع الثورة السورية أمام احتمال فشل المؤتمر أو تأجيله مرة أخرى، وبالتالي زيادة معاناة الشعب فترة أخرى لا يعرف متى تنتهي.
ولو أضفنا إلى ذلك إمكانية انسحاب ائتلاف المعارضة السورية من المؤتمر عبر قرار معلن نتيجة غياب المؤشرات التي تفيد بتنحي بشار الأسد وقيام حكومة انتقالية من دونه، فالوضع يصبح أكثر تعقيدا، إذ لا يعقل أن يذهب وفد النظام السوري ليحاور نفسه في مدينة مونترو السويسرية، ويتخذ قراراته بنفسه لتصادق عليها الدول الراعية للمؤتمر أو المشاركة فيه.
كل ما سبق يختصر صورة البرود الدولي حول الأزمة السورية خلال الفترة القريبة الماضية، وإن أضيف إليه ما صدر عن المجلس الوطني السوري من أنه "بعد اجتماعات مع بعثات تمثل مجموعة أصدقاء سورية ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، ووزارة الخارجية الروسية.. يؤكد المجلس الوطني السوري أنه لا يرى داعيا للمشاركة في المؤتمر". لتبين لأي متابع أن تلك الاجتماعات لم تعطِ أي بصيص أمل بانفراج الأزمة، ولذلك رأى المجلس أن المؤتمر لا جدوى منه.
ولعل التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في دول كبرى تلمح إلى أنها بين خياري استمرار النظام أو سيطرة المتشددين - وتحديدا "القاعدة" - في ظل تراجع المعارضة المسلحة متمثلة بالجيش الحر، مفضلين بقاء النظام، هي الرسالة التي تُطالَب المعارضة السورية بالموافقة عليها – ولو موقتا – ريثما يتم القضاء على التنظيمات الإسلامية المسلحة، غير أن الخيار صعب بالنسبة للشعب السوري حتى وإن ادعت بعض القوى بما فيها النظام السوري أن الشعب هو من يقرر مصير الأسد، متجاهلين أن الشعب قرر وحسم الأمر منذ الوقت الذي بدأ فيه النظام بقتل المتظاهرين السلميين.
لغاية اليوم، لا يوجد ما يوحي بنجاح عقد "جنيف 2"، لذلك فإن ائتلاف المعارضة السورية مطالب، وهو يعقد جمعيته العامة في إسطنبول اليوم وغداً أن يحسم الأمور، ويضع المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وروسيا أمام خيارين فإما الضغط على النظام السوري لإنجاح المؤتمر، أو إلغاؤه لمنع توظيف تأجيلاته لمزيد من القتل والدمار.