الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف2".. كوميديا سوداء أبطالها "حاشية الأسد"

"جنيف2".. كوميديا سوداء أبطالها "حاشية الأسد"

25.01.2014
الوطن السعودية


الخميس 23/1/2014
لم تكن مفاجأة لحضور حفل افتتاح أعمال "جنيف 2" الخلفية التي كان عليها خطاب وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم، وتركيزه في سياق كلمته على توصيف ما يجري في بلاد الشام بأنها حرب تقودها الجماعات الإرهابية، متجاهلا الحقائق التي ساقتها دول العالم في كلمات ممثليها عن حجم المأساة التي تعيشها سورية، وكأن الجميع كان مخطئا وهو ونظامه المصيبون؟!
التركيز على أهمية ألا ينحرف مؤتمر "جنيف 2" عن مساره، كان السمة الأبرز لكلمات ممثلي دول العالم المشاركة، ما عدا وفد نظام الأسد بطبيعة الحال. فالمعلم والحاشية التي كانوا يسيرون خلفه، جاؤوا إلى سويسرا بهدف إبقاء الأسد وليس التفاوض على رحيله، وهو ما كان جليا في كلمة وزير خارجية النظام وزميله "بوق دمشق" الذي فضل التوجه إلى الصحفيين عقب خروجه ليرد عليهم بالقول "الأسد لن يرحل"، بل ويزيد على ذلك بوصفه بعض المتحدثين بأنهم سفراء لمنظمات إرهابية، واختصاره الصورة على الأرض في أنها حرب يقودها النظام ضد "داعش" و"النصرة".
والسؤال الذي يجب أن يوجه إلى دمشق وحلفائها في المؤتمر هو: من الذي بدأ الأزمة في سورية؟ ومتى دخلت الجماعات الإرهابية على الخط؟ ألم يكن من المتاح للأسد ونظامه احتواء ما يجري والاستماع إلى حكمة من ناصحوه في تلك الفترة؟ أم أن الحديد والنار كانت له هي الخيار؟ هل من المنطقي أن يعود الأسد ليحكم بلدا نفذ فيه سياسة الأرض المحروقة؟ وأمطر ساكني أحيائه براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة فضلا عن إبادته بالكيماوي؟ هل يتوقع الأسد ونظامه بل وحلفاؤه أن يعود أحد من طلاب دمشق ودرعا وحلب وحمص إلى ترديد: "الله سورية بشار وبس"؟.
إن الموقف السعودي الذي عبر عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في خطابه أمس، والقائم على 4 مرتكزات رئيسية، يمثل أرضية مناسبة وجيدة لأي حل سياسي للأزمة متى ما كان وفد النظام يتسم بالجدية في الطرح من أجل الخروج من النفق المظلم. وإن لم يكن فليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه أزمة خلفت القتلى والمهجرين والمشردين واللاجئين، وألا تقود القوى الدولية لتعزف على وتر لا يطرب نغمه إلا دمشق.