الرئيسة \  مشاركات  \  جنيف2 لا تعنينا

جنيف2 لا تعنينا

26.10.2013
وليد فارس


قبل أكثر من عام التقت الدول الأساسية المهتمة بالشأن السوري في جنيف لعقد مبادرة|اتفاق حول شكل الحل في سورية وتم وضع وثيقة عرفت بوثيقة جنيف1 من أبرز ما جاء في بيانها الختامي:
· أكد المجتمعين بما فيهم روسيا على سلامة أراضي سورية ووحدتها الوطنية: مع هذا نجد أن ماتحقق بعد انعقاد هذا المؤتمر هو تهجير أكثر من سبعمائة ألف من الطائفة السنية -في مدينة حمص وحدها -من أحياء كرم الزيتون وجب الجندلي والنازحين وبابا عمرو والبياضة ووادي العرب وسواها دون أن تعود إليها عائلاتها كما تم إسكان 650عائلة من الطائفة العلوية في حي جب الجندلي على سبيل المثال وليس الحصر, كما يعتبر الريف الجنوبي اليوم مرتعاً لعناصر حزب الله وأتباعه, ويهدد الريف الغربي اليوم من خلال عمليات تطهير واضحة كما يرتكب مجازر في شرق حمص في قرية عيون الحسين وفي شمال حمص في مزارع الدوير والحصوية ووسط المدينة تنتزع الأحياء بالحصار ويتم الضغط على الناس باعتقال النساء والأطفال وإذلالهم عند الحواجز ومنع الطعام من الدخول لهذه المناطق وقتل المعتقلين في الأفرع الأمنية, ويلقي السيد لافروف كل وزنه في لقاءات مع رجال دين من الطائفة العلوية والإسماعلية وتتبرع إيران بمليارات لدعم صمود القرى الشيعية وحمايتها وتوسيع نفوذها وتشارك قيادات لبنانية وعراقية في حملات "جهادية" هدفها القتل والتنكيل وتطهير المناطق كما حصل في بانياس وغيرها.
· السيد الأخضر الإبراهيمي القائم على المؤتمر يصرح: للعالم "بأن المعارضة غير جاهزة بعد لحضور مؤتمر جنيف وقبول مبادرته وبالتالي على المجتمع الدولي الضغط عليها في سبيل هذا" مما يعني مزيد من التجويع ومزيد من الصواريخ ومزيد من المجازر لإرغامه على الإذعان لحضور "مؤتمر للسلام الدولي" يعقد في جنيف ويكون بمثابة مهمته الأخيرة قبل التقاعد من العمل الدبلوماسي ويكتب عنها الإعلام أنها كانت مهمة صعبة وناجحة ويذكرها التاريخ ويقبض مكافأة التقاعد ولو كان ذلك على حساب آلاف الأطفال والنساء وعلى حساب التلاعب بمشاعرهم وخطوط حياتهم.
· من الضروري أن يتم وقف أعمال العنف والقصف بالسلاح الثقيل كما يجب على حكومة الجمهورية العربية السورية أن تكفل وصول المعونات لكافة المناطق والإفراج عن المعتقلين وضمان حرية التظاهر: واليوم يوجد في حمص وحدها حصار- على سبيل المثال -مميت على مختلف أحياء المدينة وعلى قرية الزارة وقلعة الحصن والحولة ومناطق في الريف الشمالي والشرقي وكل يوم تتم عمليات اعتقال على المزاج ويتم قصف الأفران والمشافي والبيوت وتطير صواريخ الأرض – أرض في سماء سورية أكثر مما تطير أسراب الحمام.
لقد أجبرت حكومة الولايات المتحدة الأميركية -خلال فترة بسيطة- نظام الأسد على تسليم ترسانته النووية في سبيل تحقيق أمنها ومصالح حلفائها متلاعبة بمشاعر مئات الآلاف من السورين بعد وعدهم بتوجيه ضربة عسكرية للنظام في حال استخدم الكيماوي وأنها لن تسمح به وأن الخطوط الحمراء رسمت وغير ذلك, وتجاهلت أميركا وغيرها من دول أصدقاء سورية شلالات الدماء التي تسيل في سورية يومياً فأثنت على جهود التعاون لحكومة قاتلي الأطفال مع لجنة التفتيش عن الأسلحة الكيميائية وأعادت استقبال أركانه في المحافل الدولية بدل من أن تستمع لشهاداتهم في محكمة الجنايات الدولية.
إن ماحصل في سورية هو ثورة على نظام اختطف البلد وحوله إلى مزرعة وظن أن الناس فيه ماشية ولايزال يتصرف على هذا الأساس حتى اليوم, والمسألة اليوم هي قضية أن يستعيد السورين بشريتهم و إنسانيتهم قبل كل شيء وعندما تكون المسألة عند هذا المستوى وضمن هذه الحدود فلا يهتم الناس كثيراً لما يأتي بعدها والأمن وحق الحياة يتربع على أول سلم الاحتياجات الإنسانية قبل أي شيء أخر, نستطيع اليوم أن نتحدث كثيراً عن الحياة بكل تفاصيلها بما فيها تأمين الحليب لآلاف الأطفال الجائعين وتأمين عمليات جراحية لآلاف الجرحى وتأمين الطعام لآلاف الأسر وضمان حياتهم داخل منازلهم - بالحد الأدنى- ثم بعدها من الممكن أن نتحدث عن مختلف الأمور الأخرى.
حمص المحاصرة,23-10-2013