الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "جنيف2": منعقد ومعلنة نتائجه

"جنيف2": منعقد ومعلنة نتائجه

05.11.2013
منار الرشواني


الغد الاردنية
الاثنين 4/11/2013
يُذكر لقدري جميل، إبان إشغاله منصب نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، أنه كان أول من أعلن عن تاريخ انعقاد مؤتمر "جنيف2" في 23 و24 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، لاسيما بعد تأكُد صحة هذا التاريخ رغم النفي الأولي من أكثر من جهة ذات صلة، خصوصاً الراعيين الأميركي والروسي.
الآن، وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، غداة إقالته من الحكومة، يقول جميل: إن "جنيف2" بدأ منذ فترة، و"كل ما يجري اليوم يدور في فلكه، ونهايته ستكون يوم انعقاده، بالإعلان عن نتائج كل هذه المباحثات".
ولعل أوضح المؤشرات على صحة كلام الوزير المقال، مرة أخرى، هو هذه الهجمة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات نظام الأسد، مدعومة بالمليشيات اللبنانية والعراقية الطائفية، على غير جبهة، وفقط وفق سياسة الأرض المحروقة، بشراً وأرضاً. أما المؤشر الأهم، لاسيما لناحية كشف نتائج المؤتمر "المنعقد" فعلاً، فليس إلا إقالة قدري جميل ذاته المحسوب على المعارضة السورية "المرضي عنها"، بسبب تغيبه "عن الدوام"! فهو إذ أُدخل الحكومة في سياق عملية تجميلية تُعفي الأسد من أي إصلاح حقيقي، فإنه الآن يُطرد بعد أن استنفد أغراضه وانتفت الحاجة إليه تماماً، إذ ظن الأسد أنه قادر على الحسم العسكري.
باختصار، ليس "جنيف2"، من وجهة نظر النظام وداعميه الروس والإيرانيين، مناسبة لتسوية سياسية تُخرج سورية من حربها المدمرة، حتى وإن تضمنت هذه التسوية إمكانية بقاء النظام بل وبشار الأسد ذاته. إنما هو مؤتمر يجب أن يسمح، من وجهة نظر هؤلاء، بالعودة إلى ذات الأوضاع التي أدت إلى انفجار الثورة، ثم أحالت سورية إلى ساحة إقليمية يصفي الجميع حساباتهم على أرضها؛ أي استئثار كامل بالسلطة، قوامه حكم بوليسي يسنده 17 جهازاً أمنياً أو يزيد، بغية ضمان استمرار سطوة الفاسدين بالنتيجة، والذين لأجل حمايتهم أُريد للتظاهرات السلمية أن تتحول إلى ثورة مسلحة، ولأجلهم تم ويتم تدمير سورية كلها.
لكن حتى بافتراض إمكانية تحقق أوهام النظام السابقة، فإن السؤال يظل: كم من الوقت سيشتري؟
الإجابة تبدو في تاريخ بشار الأسد ذاته الذي نكث كل وعوده بالإصلاح غداة وراثته الجمهورية، بل وأضاف إلى آلاف المعتقلين والمفقودين والمهجرين السوريين في عهد والده، بعضاً من خيرة مثقفي سورية ومفكريها خلال "ربيع دمشق" خصوصاً. فهو اشترى قرابة عشر سنوات، لكن ليجد نفسه الآن رهناً بتفاهمات دولية لا يملك إزاءها شيئاً، وبما لا يختلف أبداً عن المعارضات السورية التي يُعيّرها الأسد بخضوعها لأجندات قوى دولية وإقليمية! أما الأهم، وكما يُظهر تاريخ الحلفاء الإيرانيين تحديداً، كما سواهم، فهو أن ثورة الخميني انتصرت بعد سنوات من وأد ثورة مصدق. وبسبب هذه الحقيقة فقط، يفعل الإيرانيون الآن ما لم ينصحوا به الأسد أبداً: الاستجابة لإرادة الشعب بانتخابات ديمقراطية تشيع الأمل بالمستقبل.