الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جنيف2.. من سيحضرها؟!

جنيف2.. من سيحضرها؟!

05.10.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الجمعة 4/10/2013
«يعتقد»! مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي أنه من الأفضل أن تشارك إيران في إجتماع (جنيف2) الذي هناك دعوات غير مؤكدة لإنعقاده في منتصف نوفبر (تشرين الثاني) المقبل وهو أي :»سي لخْضرْ» قد قال كنوع «من رفع العتب» إنه بإمكان المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة التواجد في فضاءات هذا المؤتمر والمعروف أن هناك فرقاً هائلاً بين المشاركة وبين التواجد وأيضاً بين المشاركة وبين الحضور وذلك على إعتبار أنَّ التواجد يعني الحضور لمجرد المراقبة والمتابعة بينما المشاركة تعني المساهمة الفعلية في المناقشات وفي «اللتِّ والعجن».. وإتخاذ القرارات المصيرية.
إنَّ المعروف أن مصير الأزمة السورية التي تحولت إلى حرب ضروس دامية كان ومنذ اللحظات الأولى في يد الولايات المتحدة وروسيا وأنه لا يوجد أي قرار بالنسبة لهذا الصراع المحتدم في سوريا إلاَّ قرارهما وأنَّ مشاركة الآخرين تقتصر على: «العلْم والإطلاع» فقط وأن حتى نظام الرئيس بشار الأسد هو كـ»الزوج المخدوع آخر من يعلم» وأن الإيرانيين رغم أنهم هم الذين بقوا يخوضون هذه الحرب المدمرة تمويلاً وقتالاً وسياسة.. و»تآمراً» ومعارك إعلامية إلاَّ أنهم لم يدخلوا دائرة إتخاذ القرار إلاَّ بعدما إنفتح عليهم الرئيس باراك أوباما كل هذا الإنفتاح الذي سيعض أصابع يديه ندماً على هذا الذي فعله وذات يومٍ قريب ولكن عندما يكون قد «فات الفوْت».. وعندما لا ينفع الندم ولا يقدِّم ولا يؤخر!
والمؤكد أنَّ «سي لَخْضرْ» قد تولَّد لديه هذا الإعتقاد :»بأنه من الأفضل أن تشارك إيران في (جنيف2)» إنطلاقاً من معرفته أن هذه الحرب، سابقاً ولاحقاً وبالأساس، هي حرب إيرانية وهذا كان قاله الولي الفقيه السيد علي خامنئي بعظمة لسانه أكثر من مرة وهذا يؤكده وجود قوات الحرس الثوري وميليشيات «أبو الفضل العباس» وباقي الشراذم الطائفية الخسيسة في ميادين القتال.. وفي كل مكان من درعا في الجنوب وحتى حلب الشهباء في الشمال وبالتالي فإنه لا رأي للنظام السوري وعلى الإطلاق وأنَّ حضوره هو من قبيل «المجاملة» وأنَّ الرأي على الطرف الآخر هو أولاً لروسيا الإتحادية وهو عاشراً للدولة الإيرانية التي من غير المستبعد أن يكون ممثلها في هذا الإجتماع، الذي يُقال أنه سيكون حاسماً، هو الجنرال قاسم سليماني صاحب الحول والطول والذي لا يستطيع لا رئيس الجمهورية الإيرانية ولا غيره الإقدام على أي خطوة بدون موافقته.
وحقيقة أنه كان على «سي لَخْضرْ» هذا الدبلوماسي العريق والمخضرم ألاَّ يتسرع ويقحم نفسه في هذه المعمعة المعقدة فإعتقاده أنه من الأفضل أن تشارك إيران في (جنيف2) وقوله أنه بإمكان المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة «التواجد»!! فقط سيعرضانه لإعتراضات وإنتقادات كثيرة من بينها :لماذا إيران تشارك والآخرون يتواجدون؟ ولماذا إعطاء إيران مثل هذا الحق بينما المعروف أنها غير محايدة وأنها متورطة في هذه الحرب حتى «عمامتها»؟! ثم لماذا الحديث عن الحضور السعودي والقطري والإماراتي بهذه الطريقة «الإستخفافية» التي هي مستغربة بالنسبة لرجل كان أحد رموز الثورة الجزائرية العظيمة.. ثورة المليون ونصف المليون شهيد والتي كانت مَعلماً رئيسياً من معالم القرن العشرين؟!
في كل الأحوال لقد كان على الأخضر الإبراهيمي، الذي يمتاز بسمعة عطرة والمحترم والمقدر من كل الذين يعرفونه عن قرب والذين لا يعرفونه، ألاَّ يقحم نفسه في هذه القضية المعقدة «منْ يحضر (جنيف2) ومن لا يحضر» فهناك دول أُخرى في هذه المنطقة معنية بحضور هذا الإجتماع من بينها تركيا ومن بينها كل الدول المجاورة التي إستقبلت مئات الألوف من أبناء الشعب السوري الذين لجأوا إليها وزادوا أعباءها أعباء أي المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان... ثم وكيف يكون دور المملكة العربية السعودية، الدولة الفاعلة والأساسية في هذا الإقليم وفي الشرق الأوسط وفي العالم بأسره هو التواجد والمراقبة فقط؟!.
نحن نعرف أنَّ (جنيف2) ربما لا تنعقد إطلاقاً ونحن نعرف أنها إن هي إنعقدت فإنها قد تفشل فشلاً ذريعاً فهناك شروط متبادلة ليس بين الأميركيين والروس فقط بل بين النظام ومعه إيران من جهة وبين المعارضة السورية من جهة أخرى تجعل أنه من رابع المستحيلات جمع كل هذه الرؤوس على «وسادة» واحدة ولهذا فإنه كان على الأخضر الإبراهيمي ألاَّ يتسرع في دعوة طهران لحضور هذا الإجتماع الذي لا يزال إنعقاده في بطن الأقدار والغيب وبينما أنَّ الإيرانيين يقولون أنهم طرفٌ وليس وسيطاً وبينما لا تزال قواتهم ولا تزال الميليشيات الطائفية التابعة لها في ميادين القتال!!.