الرئيسة \  مشاركات  \  جنيف2 وإشكالية المفاوضات - خواطر قابلة للنقاش

جنيف2 وإشكالية المفاوضات - خواطر قابلة للنقاش

01.02.2014
د. محمد أحمد الزعبي




1. يتماثل فريقا التفاوض في ضعف تمثيلهما للجهة التي من المفروض أنهما جاءا إلى جنيف لتمثيلها ، فكلاهما يحتاج إلى موافقة الداخل السوري في القرارات المصيرية .
2. تعتبر زاوية التمثيل والرؤية عند وفد الائتلاف أكثر انفراجاً منها عند وفد النظام ، وهو مايعكس وينعكس عن حقيقة تمثيل كل منهما للجهة التي يمثلها نظرياً .
3. تعتبرروسيا وإيران هما المرجع الأساسي لبشارالأسد في دمشق،وبالتالي لوفد بشارفي جنيف. وتكمن الإشكالية هنا في أن الموقف الحقيقي لروسيا غير معروف للطرفين المتفاوضين لا في دمشق ولا في جنيف ، وأكاد أجزم أنهغير معروف أيضاً لالنبيل العربي ولا للأخضر البراهيمي ولا لبان كيمون .
4. إن التخبط في البيانات والتصريحات الصحفية لوفد بشار في جنيف ، ناجم عن  تخوفهم من أن مايصرحون به قد لايكون هو المطلوب في دمشق وبالتالي فإن مالاتحمد عقباه يمكن أن يكون هو ماينتظرهم بعد العودة .
5. تعود نغمة الثقة بالنفس التي تعكسها تصريحات بعض أعضاء وفد الائتلاف إلى الإفراط في ثقتهم بتصريحات بعض أقطاب" أصدقاء الشعب السوري " حول تأييدهم للثورة والديموقراطية في سوريا ، والتي أرى من جهتي أنها تعكس فقط بعض الحقيقة ، ولكن ليس كل الحقيقة .
6. انطلاقاً وانسجاماً مع مصالحها الخاصة المعروفة ، تظل روسيا أقرب إلى إلى النظام منها إلى المعارضة (بما في ذلك المعارضة المعتدلة) وبالتالي فإن الانتقالمن جنيف إلى نيويوركبموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 قد لايؤديبل غالباً لن يؤدي إلىالانتقال بالموضوع السوري من الفصل السادس إلى الفصل السابع ، كما يعتقد البعض .
7. يعتبر الجمع بين الاستراتيجية والتكتيك في التفاوض ، أمراً مشروعاً ومقبولاً ، ولكن بشرط ألاّ تضيع الإسترتيجية في براثن التكتيك ،ويتحول التكتيك نفسه إلى استراتيجية جديدة .
8. في المفاوضات الجادة والتي يسعى فيها الطرفان إلى التوصل إلى حل توافقي تكون في صورة وجهاً لوجه، وليس ظهراً لظهر ، ذلك أن التحرك في الحالة الأولى ، يؤدي إلى التقارب ، بينما يؤدي في الحالة الثانية إلى التباعد ، ويصبح الاستمرار في التفاوض نوعاً من العبث ، ومثل هذه الإشارة الإيجابية كان من المفروض أن تسبق المفوضات ، لا أن تكون هي موضعاً للتفاوض .
9. التعويل على "الخارج" في حل مشاكل" الداخل" هوعلامة ضعف ، بالإضافة إلى كونها " شبهة " وطنية وقومية ، تطيل عمر الصراع دون أن تحله ، والكلام هنا موجه إلى الطرفين ، ولكن بصورة أساسية إلى بشارالأسد الذي شبهه كيري
 بحق بالمغناطيس الذي جلب ويجلب مثل هذا التدخل الخارجي بمختلف صوره واشكاله.
10.لايحتاج المرء أن يكون " إقليدس" ليعرف بدهياً أن بشار الأسد لم يعد لاقادراً ولا صالحاً لحكم " الجمهورية العربية السورية " ،لامباشرة ولا مداورة ،وبالتالي فإن استمراره في تدمير سوريا وذبح شعبها ، قبل وأثناء وغالباً سيستمربعد ، جنيف لابد أن يكون له هدف مختلف تماما عما نسمعه ونراه .
11.إن هذا الهدف بتقديرنا هو تقسيم سورية، على النحو الذي طرحته فرنسا إبان انتدابها على سورية بعد الحرب العالمية الأولى ، ولذلك فأنا ألفت نظر وفد النظام بكل من فيه إلى هذه اللعبة الأسدية التي يتم تشكيلها وتركيبها(ربما بمعرفة بعض الدول الإقليمية والدولية ) تحت عباءة من الشعارات الكاذبة والزائفة عن الانتخابات و مكافحة الإرهاب و الشرعية...والعصابات المسلحة الخ ، وأقول لهم " حذار ! " .
12.أهم وأبرز مطالب ثورة آذار 2011 كانت :" الحرية والكرامة والعدالة والديموقراطية ، وأبرز شعارات شبابها كانت : " الشعب يريد إسقاط النظام " ، " واحد واحد واحد ، الشعب السوري واحد " ، فعلى وفد الائتلاف ألاّ تغيب عنه هذه المطالب والشعارات أثناء عملية التفاوض مع وفد النظام .
13.العار كل العار على كل المعنيين بمفاضات جنيف 2 ، أن تستمر لعبة هذه المفاضات في ظل استمرار آلة بشار الأسد العسكرية بقتل الأطفال والنساء الشيوخ والمدنيين العزل، وبتدميره طيرانه وصواريخه وبراميله للبيوت فوق رؤوس ساكنيها ، لقد كان من المفروض على وفد الائتلاف ، ألاّ يبدأ هذه المفاوضات قبل وقف إطلاق النار ورفع الحصار الروسي والإيراني واللبناني عمّن يموتون كل يوم بل كل ساعة جوعاً وعطشاً ومرضاً ، اللهم إلاّ إذا كانت موائد الضيوف الكرام في جنيف تحتاج لمثل هذه الكميات من لحم الأطفال الأبرياء على موائدها المستديرة وغيرالمستديرة (!)، فواخجلاه يازيد وياعمرو ممن يعنيهم الأمر في مؤتمرجنيف!!.
14. أعرف أن بعضكم سيرد علي بالقول : يكفي أننا فضحنا نظام الأسد أمام أولي
 الأمر ، وبات مصيره معلقاً بالفصل السابع الأممي . لا ثم لا أيها الرفاق ، إن " المبلول لايخشى نزول المطر " ، والمطلوب ليس فصلهم السادس او السابع وإنما المطلوب هو فقط " الموقف الصادق "الذي ينطبق باطنه على ظاهره !.-