الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جواز سفر سوري

جواز سفر سوري

18.10.2014
ماهر ابو طير



الدستور
الاربعاء 15-10-2014
الكل يعرف هذه الايام، ان الاكثر سرعة في مطار الملكة علياء، عند الوصول، تلك الخطوة المتعلقة بختم جواز السفر، اذ لا تستغرق وقتا طويلا.
شباب متعلمون، هندامهم جيد، يتبسمون في وجه القادمين، يرحبون بكلمات لطيفة، ولامأخذ عليهم ابداً، ويستعملون وسائل الكترونية حديثة، وحتى في تلك الحالات التي يكون فيها شخص ما مطلوبا لسبب ما، فأنهم يتعاملون معه بكل الاحترام، ولا يمسون احدا بتصرف.
لكنك ولأكثرمن مرة، يلفت انتباهك امر واحد فقط، اذ خلال وقوفك بانتظار ختم جواز سفرك، يقف مرارا اكثر من شاب من شباب الكاونتر لينادي بصوت مرتفع، ويسأل هل هناك سوريون، واذا كان هناك سوريون فعليهم الخروج من الدور والاتجاه الى نقطة اخرى، لتعبئة نماذج وللإفتاء فيما اذا كان سيتم السماح لهم بالدخول او لا؟!.
هذه طريقة غير مناسبة، ومن الممكن وضع لافتة خاصة تقول للسوريين القادمين ان عليهم الوقوف في مسرب خاص، او مراجعة مكتب محدد، لان وقوف الموظف الذي يختم الجوازات والنداء علنا بهذه الطريقة غير مناسب اولا للموظف ولمكانته، وغير مناسب لشكل المطار، كما انه يمس السوريين امام الاردنيين والعرب والاجانب القادمين، باعتبار ان السوريين مصابون بالكوليرا او الجذام، ولا بد من تمييزهم مسبقا، بهذا النداء المبكر.
من الممكن ايضا عدم المناداة بهذه الطريقة وانتظار حامل الجواز لمعرفة جنسيته والطلب منه مراجعة النقطة التي يريدها الموظف، واذا كان القصد اختصار الوقت على السوري والاخرين، فالاولى اللجوء الى مسرب خاص مع يافطة تقول ان هذه مخصصة للسوريين، بدلا من المناداة عليهم وسط الامم وكأنهم جنس من كوكب آخر، لا بد من تفقده بطريقة مختلفة، وكثيرا ما تكون العائلة القادمة فيها اطفال يجفلون من هكذا طريقة، وهم قدموا اساسا للزيارة، وليس للهجرة او اللجوء.
المحنة السورية وهذه الازمات يجب ان لا تنسينا ايضا ان هؤلاء بشر فيهم المتعلم وغير المتعلم، فيهم الثري والفقير، فيهم السائح والمهاجر، اذ لا يمكن الافتراض مسبقا ان كل سوري قادم مطلوب رأسه او باحث عن الهجرة، وعلى الاغلب الانطباعات السلبية عن هكذا قصص تسود كل مكان، وتصير هي القصة، وتغطي على وجود مليون ونصف المليون سوري في الاردن، ومساعدة الاردن لهم.
 
لانه مطار، ولانه ايضا يمثل شعبا نبيلا ومحترما ومتعلما، فلا يليق به هكذا وسيلة، وهذا كلام يقال على محمل المحبة، لا مجرد النقد، ولا ننكر هنا، كل هذا التميز وحسن المعاملة والصفات الانسانية التي لا تغيب عن الشخصية الاردنية في وظيفتها، وهو كلام يقال حتى يبقى المطار، بصورته، ويتم خفض أي سلبيات دون أي داع لها.
كل نقاط المطارات والحدود البرية والجسور في الاردن تحسنت كثيرا خلال العامين الاخيرين، من حيث المعاملة، واحترام الناس، ونريد المزيد، فيما النداء على صاحب الجواز السوري، علنا وسط المسافرين القادمين، محرج لسمعتنا، وللسوري، الذي بات يشعر انه منبوذ في كل مكان، والتحسس منه يسبق وصوله، وهو تحسس قائم على المبالغة في مرات، وموضوعي في مرات اخرى.