الرئيسة \  واحة اللقاء  \  جولة كيري.. المطلوب رؤية لإنهاء الإرهاب ومسبباته

جولة كيري.. المطلوب رؤية لإنهاء الإرهاب ومسبباته

10.09.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 9-9-2014
من الجيد أن الولايات المتحدة الأميركية تنبهت أخيرا إلى أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه جامعة الدول العربية في مكافحة الإرهاب، المتمثل بتنظيم "داعش"، وتأتي مناقشة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مطلع الأسبوع الجاري، عبر اتصال هاتفي، للموضوع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، لتؤكد أن وفد الجامعة الذي ضم المملكة كان على صواب يوم حمل مقترحا إلى مجلس الأمن لإنهاء الأزمة السورية في بداياتها، غير أنه اصطدم بالفيتو. وحينها لم تكن الولايات المتحدة حازمة في التدخل لتطبيق المقترح، ولو أنها فعلت لما ظهر "داعش" وغيره من تنظيمات إرهابية على الساحة السورية ثم العراقية، ثم بات الإرهاب يهدد العالم بأسره وليس دول المنطقة فحسب.
أما حول تشديد وزير الخارجية الأميركي على وضع وتفعيل خطة لمنع وصول المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع تمويل التنظيم، فإن ذلك كان أسهل قبل أن يتفاقم ويغدو صعبا، فالمقاتلون الأجانب أغلبهم يدخل العراق وسورية عبر الحدود التركية أو الإيرانية، ثم يتنقلون بحرية في المواقع التي لا تسيطر عليها الحكومتان العراقية والسورية، وعبرها انتقلوا إلى السيطرة على منابع النفط لتأمين التمويل المطلوب لدفع أجور المقاتلين المرتزقة وشراء الأسلحة وغير ذلك من احتياجات. ولو انتهت الأزمة السورية في الوقت المناسب، أو أجهض "داعش" أول ظهوره لاختلف الواقع كليا عما هو عليه اليوم.
أي إن التراخي الغربي وخاصة الأميركي وعدم التدخل الفاعل لإزاحة النظام السوري تسببا في تنامي الإرهاب "الداعشي" وغيره، حتى باتت مساحات كبيرة من سورية والعراق مرتعا للمتطرفين والقتلة القادمين من مختلف الدول لممارسة الإرهاب على شعوب يفترض أن تكون آمنة في أوطانها. ومع اتساع الخرق صارت الحلول أشد صعوبة، والسبب الأهم في ذلك هو التأخير غير المبرر من الناحية الإنسانية على الأقل.
لذا يفترض بوزير الخارجية الأميركي خلال جولته المقررة في المنطقة هذا الأسبوع، أن يحمل رؤية واضحة لموقف بلاده من الأزمة.. رؤية لا تحتمل التسويف والمماطلة، فالخطر يتنامى مع الزمن، رؤية تطرح حلا كاملا لإنهاء الإرهاب ومحاسبة من رعوه ودعموه لتحقيق مصالحهم ومآربهم.. والرؤية ذاتها لا يجب أن تغفل إنهاء الأزمات التي تسببت باستقطاب التنظيمات الإرهابية إلى المنطقة لتعيث فسادا وتؤسس معاقل لها، مستغلة الفوضى التي صنعتها أنظمة بعينها تحت شعار "نحن أو الفوضى".