الرئيسة \  تقارير  \  “جيروزاليم بوست”: درونز حزب الله تهدد إسرائيل.. هل هي مؤشر حرب مقبلة؟

“جيروزاليم بوست”: درونز حزب الله تهدد إسرائيل.. هل هي مؤشر حرب مقبلة؟

23.02.2022
ساسة بوست


ساسة بوست
الثلاثاء 22/2/2022
تستعرض منظمة حزب اللبنانية التي وصفها التقرير بـ(الإرهابية) بصورة متزايدة قدراتها على تصنيع طائرات من دون طيار واستخدامها لإزعاج إسرائيل. وهذا ما سلَّط الكاتب الإسرائيلي سيث جي. فرانتزمان، محلل شؤون الشرق الأوسط، الضوء عليه في تحليله المنشور في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
واستهل الكاتب تحليله بالإشارة إلى احتفال وكالة “تسنيم” الإخبارية الإيرانية بالطائرة من دون طيار التابعة لجماعة حزب الله بعدما دخلت المجال الجوي الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي 18 فبراير (شباط) 2022. وفي حقيقة الأمر، كانت هذه الطائرة واحدةً من عدَّة حوادث لطائرات من دون طيار اقتربت من المجال الجوي الإسرائيلي في الأيام الأخيرة. إذ أسقط الجيش الإسرائيلي يوم الخميس الماضي 17 فبراير 2022 طائرة من دون طيار حلَّقت جوًّا إلى إسرائيل قادمة من لبنان. وكانت هناك أيضًا حادثة أخرى لطائرة من دون طيار على حدود غزة.
مُسيرات حزب الله
يُوضِّح الكاتب أن حادثة الجمعة للطائرة من طيار تبدو أكثر خطورة، لأنها جاءت بعد أيام من إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن جماعته تُصنِّع مزيدًا من الطائرات من دون طيار. ويبرز هذا الأمر المخاطر والتهديدات الناشئة بصورة سريعة.
وأفادت وكالة “تسنيم” الإخبارية أن حزب الله حلَّق بطائرة من دون طيار أُطلِق عليها اسم “الحسن” فوق الأجواء الإسرائيلية، موضحةً أن هذا التحليق حدث “أثناء عملية استخباراتية استغرقت 40 دقيقة على عمق 70 كم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى الرغم من محاولات العدو الصهيوني لتدميرها، عادت الطائرة المُسيَّرة بأمان إلى لبنان”.
وعلى سبيل التباهي والتفاخر بالنجاح الذي حقَّقه حزب الله، سلَّطت وسائل الإعلام الإيرانية الضوء على بعض التقارير الصادرة من الإعلام الإسرائيلي عن حادثة الطائرة من دون طيار. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن “هذه الطائرة الموجَّهة لاسلكيًّا عَبَرت إلى الأراضي الإسرائيلية قادمة من لبنان وتعقَّبها سلاح الجو الإسرائيلي يوم الجمعة. وقد أُطلق عدد من صفارات الإنذار في المنطقة وفقًا للبروتوكول الموحَّد”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن “أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي حددت التهديد وتعقبته، إلى جانب المروحيات والطائرات المقاتلة التي أُرسلت. وبدأ نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي في العمل لاعتراض الطائرات. وبعد بضع دقائق عادت الطائرات الموجهة لاسلكيًّا إلى لبنان”.
عملية ناجحة
يلفت الكاتب إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية قالت إن حادثة الطائرة من دون طيار هذه كانت عملية ناجحة لحزب الله لأنها عادت بأمان إلى لبنان ولم تعترضها الأجهزة الدفاعية الإسرائيلية، بالإضافة إلى أنها تسبَّبت في دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل.
وفي هذا الصدد أوردت بعض وسائل الإعلام الإيرانية في تقاريرها أن “أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية حاولت إسقاط الطائرة المُسيَّرة، بل أطلقت القبة الحديدية صاروخ “تامير”، لكن طائرة حزب الله المُسيَّرة تمكنت من العودة إلى لبنان والهبوط بسلام. كما جهَّزت القوات الجوية الإسرائيلية طائرات الأباتشي الحربية والمروحيات لإسقاط الطائرة المُسيَّرة التابعة لحزب الله، لكنها فشلت في ذلك”.
ويُنوِّه الكاتب إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية تنشر حاليًا تقارير عن تناول وسائل الإعلام الإسرائيلية لهذه الحادثة. واستشهدت بسؤال طرحه أحد تقارير الإعلام الإسرائيلي: “في حالة اندلاع حرب في المستقبل، كيف سيتعامل سلاح الجو الإسرائيلي مع 3 آلاف صاروخ وقذيفة عندما لا يكون قادرًا على اعتراض طائرة واحدة من دون طيار”؟
هل يستعد حزب الله لحرب مقبلة؟
يُشير الكاتب إلى أن حوادث الطائرات المُسيَّرة تلك تأتي بعد أيام من تفاخر نصر الله بأن حزب الله يُصنِّع طائرات من دون طيار منذ سنوات. وأشار نصر الله أيضًا إلى أن حزب الله قد يُصدِّر هذه التكنولوجيا. وفي عام 2019 تورط عدد من عناصر حزب الله في نقل طائرات مُسيَّرة إلى منطقة بالقرب من أراضي الجولان. وقد قُتل هذا الفريق بعد ذلك في غارة جوية.
وكانت إيران قد استهدفت إسرائيل بطائرات من دون طيار في فبراير 2018 وفي مايو (آيار) 2021، باستخدام طائرات من سوريا والعراق. وأفاد تقرير جديد صادر عن مركز أبحاث “ألما” الإسرائيلي أن جماعة حزب الله الإرهابية كان لديها حوالي ألفي طائرة من دون طيار في ديسمبر (كانون الأول).
وتمتلك جماعة حزب الله عدَّة أنواع من الطائرات من دون طيار وتستخدمها منذ سنوات. وصحيحٌ أنه لا زالت هناك تساؤلات مطروحة بشأن نوع الطائرة من دون طيار التي أُطلق عليها “الحسن”، لكن المسألة الأهم بوجه عام هي أن حزب الله يُظهر بصورة متزايدة قدرته على صنع طائرات من دون طيار واستخدامها لإزعاج إسرائيل، ومن المحتمل أن يستخدمها لاختبار الدفاعات استعدادًا لأي حرب في المستقبل.
ويختم الكاتب تحليله بالقول إن تفاخر حزب الله بهذه القدرة قبل أيام قليلة من حادثة الطائرة المُسيَّرة التي حلَّقت فوق المجال الجوي الإسرائيلي يُظهر كيف أن حزب الله يُرسل إلى إسرائيل رسالة بتحركاته.