الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حافظوا على ما تبقى من سورية

حافظوا على ما تبقى من سورية

19.01.2016
فواز العجمي



الشرق القطرية
الاثنين 18/1/2016
عندما يعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب أخطاء كثيرة، فهو اعتراف بمصداقية الثورة السورية التي انطلقت ضد هذا الرئيس ونظامه بل إن الأسد نفسه اعترف بتلك الأخطاء الكثيرة وأن نظامه مستبد وظالم وفاسد وكان من الأفضل أن يرحل لكن بعناده وغطرسته الشديدة ونظامه الفاسد استمر في الحكم ولكن الأهم من ذلك أن مصالح ومشاريع الدول الأجنبية وخاصة المشروع الصهيوني – الأمريكي والمشروع الروسي يضاف إليهما مشاريع بعض الدول وخاصة المشروع الإيراني التركي فكان لهذه المشاريع مخططها في استمرار الصراع في سورية لأن أمريكا تريد "فخار سوري يكسر الفخار السوري" حسب المثل القائل "فخار يكسر بعضه" بينما روسيا تريد "فخار سوري يتكسر ويرمم بيد روسية وليست بيد سورية".
بينما إيران تريد أن ينكسر هذا الفخار السوري وتعيد بناءه وفق مشروعها الفارسي وكذلك تركيا تحلم ببناء هذا الفخار وفق مشروعها العثماني.
لهذا نرى هذه المشاريع تتصارع على الأرض السورية والضحية هو هذا الشعب الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى ولا يزال ينزف حتى الآن بل إن أغلب المدن السورية أصبحت رماداً.
هذا التدمير لسورية الشعب والمدن والحضارة يتطلب منا وقفة جادة وهادفة الآن وفق الضوابط الوطنية والقومية العربية، لأن سورية "قلب العروبة النابض" كما قال عنها قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر.
وهذه الوقفة الوطنية والقومية يجب أن تبدأ من المعارضة السورية بكل فصائلها الوطنية وأن تدرك أن ما يجري الآن في سورية الشقيقة هو مخطط صهيوني – أمريكي تشارك فيه روسيا وإيران وبعض الدول الإقليمية الأخرى.
وأن شرط المعارضة رحيل الأسد عن الحكم لبدء المفاوضات فهذا الشرط قد تحقق لأن الأسد الآن لا يهش ولا ينش والقرار السوري ليس بيد النظام السوري الآن وإنما أصبح بيد روسيا وأمريكا حصرياً أما الدول الإقليمية الأخرى فهي طفيليات تحاول الاصطياد بالمياه العكرة لخدمة مشاريعها.
لقد حان الوقت أن تهتم المعارضة السورية وكل الشرفاء والمخلصين الوطنيين السوريين بالعمل الوطني الجاد والقومي العربي الهادف للحفاظ على ما تبقى من سورية الشقيقة والتي كنت أتمنى أن يهب العرب لنجدتها وخلاصها ومساعدتها من فساد وظلم نظامها في بداية الثورة السورية السلمية وتمنيت أيضا أن يهب العرب لدرء تنفيذ هذه المشاريع الأجنبية على أرضها والحفاظ على سورية، لكن ومع الأسف الشديد، فإن هذا النظام العربي الرسمي أصبح مشلولاً وعاجزاً وكسيحاً تماما كما حدث وغزت أمريكا وبريطانيا العراق عام 2003، وها هو العراق يدمر بعد أن زرع هذا الاحتلال الطائفية والمذهبية والعنصرية في دستوره الذي وضع الحاكم الأمريكي بريمر وعندها وقف هذا النظام الرسمي العربي عاجزاً وكسيحاً ومشلولاً أيضا لهذا لم يبق لسورية الآن سوى الله وشعبها المعروف عنه بالوطنية والقومية العربية للحفاظ على ما تبقى منها بطرد كل هذه المشاريع الأجنبية من الأرض السورية والتي استغلت غبار هذه المشاريع بعض العصابات الإرهابية مثل داعش واخواتها لتنفيذ مثل هذه المشاريع لأن داعش واخواتها زراعة صهيونية – أمريكية الهدف منها تقسيم المقسم وتفتيت المفتت بالوطن العربي وفق هذه المشاريع الأجنبية التي تتصارع على الأرض السورية.
سيقول قائل كيف للشعب السوري أن يتخلص ويطرد هذه المشاريع الأجنبية وهذه المشاريع مدججة الآن بالسلاح وخاصة روسيا وأمريكا في ظل غياب موقف عربي واحد وقوي.
الموقف السوري الموحد للشعب السوري والذي لا يرتبط بهذه المشاريع كفيل بطرد هذه القوى الأجنبية من سورية ولنا في المقاومة العراقية مثال حي على استطاعة هذه المقاومة من طرد المحتل الأمريكي، لأن إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.