الرئيسة \  مشاركات  \  حتى لا نلدغ مرتين - بناء الإنسان

حتى لا نلدغ مرتين - بناء الإنسان

16.11.2013
هشام الحمصي



عندما أراد الصينيون القدامى العيش بأمان، بنوا سوراً عظيماً بطول 6700 كم، امتد بمحازاة أنهار الطبيعة المجاورة، وتشكلت انحناءات السور مع تضاريس الجبال و الوديان التي يجتازها حتى اعتقد الصينيون بأنهم ضمنوا العيش بأمان واطمئنان لظنهم أنّه لايوجد من يستطيع خرق أو تسلق سورهم العظيم.
ولكن !!!
خلال المئة عام الأولى لبناء السور، تعرضت الصين لغزوات ثلاث، اجتاحت جحافل العدو البربرية أراضي الصين كل مرّة دون اختراق السور أو تسلقه، فكانوا في كل مرة يدخلون عبر الباب الرئيسي للسد العظيم بعد أن يدفعوا رشوة المرور لحراسه!
لقد انشغل الصينيون آنذاك ببناء السور ونسوا بناء الإنسان!
فبناء الإنسان يأتي قبل بناء أي شيء.
وهذا مانحتاجه اليوم لبناء أجيالٍ تعتمد على ذاتها وقادرة على تحمّل مسؤولياتها.
فمن أراد هدم أية حضارة عليه بثلاث خطوات:
١- هدم الفرد والأسرة.
٢- هدم العلم والتعليم.
٣- هدم القيادة والقدوة.
لكي تهدم الفرد واﻷسرة:
فعليك بالأم
ولكي تهدم العلم والتعليم:
فعليك بالمعلم.
ولكي تهدم القيادة والقدوة:
فعليك بالعلماء.
فعندها يهُدم المجتمع فرداً وجماعة، علماًوتعليماً، قيادة وقدوة، فيسهل عليك حكمه وإذلاله.
وهذا ما فعله نظام حزب البعث المتمثل بنظام الأسد من الأب إلى الإبن خلال أربع عقود من الزمن
... فهلّا نعتبر؟!