الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حجي مارع

حجي مارع

04.12.2013
أحمد الشامي


القدس العربي
الثلاثاء 3/12/2013
أظهرت وثائق ارشيف مؤخراً أن الاستخبارات البريطانية قد امتنعت عن اغتيال ‘هتلر’ أثناء الحرب العالمية الثانية رغم عدة فرص وبررت استخبارات صاحبة الجلالة امر بخشيتها من أن يكون خليفة ‘هتلر’ أكثر ذكاء منه ويغير مسار الحرب أو يضع حدا لها قبل هزيمة ألمانيا. برأي أساطين الاستخبارات فعدو أخرق ‘كهتلر’ هو ثروة لا يجوز التفريط بها.
هذا يفسر لنا العمر المديد للكثير من معارضي اسد وتعفف النظام عن ابادة المجتمعين في ضواحي دمشق علان اقامة جيش عرمرم أقواله أكثر من أفعاله. هكذا أيضاً نفهم لماذا اغتيل رجال مثل ‘مشعل التمو’ و’عبد القادر الصالح’ و’غياث مطر’ وغيرهم، في حين تنعم مقرات ‘داعش’ وأخواتها بالهدوء وامان، تماماً كقادة هذه العصابات.
ذات المنطق ينطبق على العمر المديد لـ ‘حسن نصر الله’ الذي يدعي أن اسرائيل تريد اغتياله وهي التي اغتالت سابقيه، أنى سرائيل أن تفقد صديقاً مثل ‘الشاطر حسن’ الذي جعل من حزبه عدواً لمليار مسلم سني؟
العدو يحاربنا بذات التكتيكات اسرائيلية التي تستفيد من نزعتنا ‘لشخصنة’ القيادات ومن اعتماد الحراك الثوري على العلاقات المباشرة والفردية في مجتمعنا المتخلف، هكذا فعلت اسرائيل مع ‘فتح’ ثم ‘حماس حيث قامت بتصفية القيادات الميدانية التي لا تناسبها.
عدونا يعلم أن الحرب ستكون طويلة وأن أحلام ‘القيادات التاريخية’ واشخاص الاستثنائيين لا زالت متحكمة بعقولنا، في حين أن المرحلة تقتضي حرب تحرير لا مركزية، تهدف الى جعل الاحتلال اسدي الفارسي مرتفع الكلفة.
على عكس الاستراتيجية ‘الطالبانية’ والفاشلة التي تنتجها المعارضة المسلحة حالياً، يحتاج الحراك الثوري لنفس جديد ولإستلهام الاستراتيجية الفيتنامية، وقبلها استراتيجية المقاومة الفرنسية للنازي، في تشكيل خلايا صغيرة سريعة الحركة واستشهادية، موحدة في الهدف ومختلفة في التكتيك، تقوم بتصفية جنود العدو وأعوانه، دون الدخول في مواجهات مفتوحة غير متكافئة ودون الحاجة سلحة متطورة ومكلفة، فالطائرة لا تطير دون طيار والدبابة تحتاج لطاقم يمكن ‘التعامل’ معه مباشرة، فكلهم أهداف مشروعة لكونهم مشاركين في المجزرة.
حين يصبح هم السوريين اوحد هو احراق ارض تحت أقدام المحتل، نصبح جميعاً ‘.’