الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حدود اللعبة في سوريا!

حدود اللعبة في سوريا!

26.10.2013
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الخميس 24/10/2013
لا يمكن اعتبار تصريحات النظام السوري واخصامه هي المواقف النهائية من جنيف - 2!!:
- أولاً لأن السوريين لم يعودوا يملكون مصير وطنهم، بعد أن أصبح المصير في يد القوى الإقليمية والدولية.
- وثانياً لأن التصريحات ليست أكثر من مناورات كلامية موجهة للذات، قبل أن تكون موجهة للآخر. أي أن كلام بشار الأسد في مقابلة الميادين، لا علاقة له بالحوار مع معارضيه السوريين قبل البدء بالحوار الأصلي، وأن كلام أحمد الجربا ليس مطالب نهائية.. وإنما يستهدف الاثنان آذان جماعتيهما.. لا أكثر!
الواضح حتى الآن أن واشنطن مستمرة في سيناريوهات، التوافق مع موسكو. فلا أحد يملك التأثير على أي من العاصمتين. والسيناريوهات كما هو واضح:
- أولها سوري داخلي بإبقاء التوازنات على أرض الصراع دون تغيير يذكر بحيث يشكل ضغطاً على الطرفين. مع ملاحظة أن حالة "التفاؤل" التي يبيعها بشار الأسد، هي حالة موهومة لأن انتصارات إحياء كفر بطنا وداريا لا تشكل أي تقدم لنظام غير قابل للحياة حتى لو حقق الانتصار العسكري في كل سوريا. ولعل من المثير للضحك هذا الذي حاول الأسد بيعه، باستعداده للترشح لانتخابات الرئاسة في العام المقبل. فلم يسأله بن جدو "المدهوش بالرئيس".. فيما إذا كان ستة ملايين ناخب يحملون بطاقة اللاجئ سينتخبون من الزعتري، ومن زواريب المدن والقرى اللبنانية، ومن مئات آلاف المشردين في اللواء السليب إياه، وفي كردستان العراق.. وفي بطن البحر الأبيض المتوسط؟؟!
- ثانيهما شروط اشتراك السعودية وإيران (وربما قطر) للذهاب إلى جنيف. فالجميع مشتبك بالكارثة السورية اشتباكاً مباشراً، ومن غير المعقول أن يأخذ هذا الاشتباك طابع المساومة على مستقبل سوريا. فهل ستسحب دول الإقليم عناصر اشتباكها قبل جنيف او ان جنيف ستبدأ بسحب المتدخلين؟!
- ثالثهما: اذا كانت جنيف-1 قد ابتدأت بوقف اطلاق النار وسحب المقاتلين الى ثكناتهم، واطلاق سراح المعتقلين، فان ذلك يحتاج الى قوة عسكرية مشرفة، فان اي حكومة انتقالية سورية، مهما كانت طوباويتها، لن تستطيع السيطرة على جيش السلطة وامنها وشبيحتها، اذا بقي الأسد رئيساً، وبالمقابل فهي غير قادرة على اجتراح لغة تفاهم مع "داعش" وداحس والنصرة وبقية هذه القوى التي لا يعرف احد على وجه اليقين من اين لها كل هذا المال الذي تغرق فيه وتفشل دول غنية في ايصال بعضه الى الجيش الحر، وهو جيش حقيقي منشق عن الجيش السوري بقياداته وبنظامه ونسقه العسكري..
- هل سيتدخل اصحاب البيريهات الزرق للرقابة على وقف اطلاق النار.. وفرضه على كل الاطراف؟؟ هل ستشارك الولايات المتحدة واوروبا وروسيا والصين في "قوات ردع" توفر للسلطة الانتقالية فرصة وضع دستور جديد وإجراء انتخابات وفتح مجالات الإغاثة وإعادة التوطين للملايين الذين تأثروا بالحرب في سوريا؟!
أسئلة كثيرة لا بد من طرحها قبل متابعة المناورات الكلامية لبشار الأسد وأحمد الجربا، وسجالات الفضائيات العربية التي تسلي ملايين العرب بأفيونهاوفاتناتها، وبهلوانياتها الدعائية؟!.. فالملاحظ أن قضايا الوطن المصيرية صارت بأيدي الإعلام، وحملة الرشاشات، وأصحاب المال في حين غاب القادة، والمفكرون، وأهل العزم عن الساحة!