الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حديث الاسد عن النصر

حديث الاسد عن النصر

02.08.2013
رأي القدس
رأي القدس

القدس العربي
الجمعة2/8/2013
توجه الرئيس السوري بشار الاسد لقواته المسلحة بمناسبة العيد الثامن والستين للجيش قائلا ‘ان الارض قضية سيادة وكرامة وحقوق لا تقبل المساومة او التفريط…’.
واعتبر الاسد في كلمته ‘ان النصر سيكون قريبا، مشيدا بصمود وقدرة جنوده على ‘تحقيق الانجازات في مواجهة اشرس حرب همجية شهدها التاريخ الحديث’.
في هذا الخطاب والحديث عن الارض والنصر والحرب الشرسة، لم يكن الرئيس السوري يتحدث عن الحرب مع العدو الصهيوني، ولم يكن يقدم لقواته الخطط العسكرية لاستعادة هضبة الجولان المحتلة منذ 46 عاما، بل كان يحثهم على محاربة قوات المعارضة السورية وقصف معاقلها والمدن والقرى التي تسيطر عليها.
وصف الرئيس السوري في كلمته قوات الجيش السوري بالشجاعة والصمود والرجولة التي قل نظيرها، بينما ما شاهده العالم هو جرائم حرب من قتل وتعذيب واعتداء جنسي ونهب وهجمات وقصف لا يميز بين معاقل قوات معارضة مسلحة، او مدنيين بمن فيهم الشيوخ والنساء والاطفال، ودون التمييز بين معسكر للمسلحين او منازل آمنة ومساجد ومدارس ومستشفيات.
الاسد كان يخاطب جيشه متجاهلا ما حلّ به، وكيف اصبح جيشا طائفيا ضعيفا، يستعين بالخبرة الايرانية وبقوات حزب الله ضد ابناء شعبه.
الرئيس السوري لا يتورع عن الحديث عن ثقته بالنصر، بعد مقتل اكثر من مئة الف سوري وتهجير حوالي مليوني مواطن وتدمير معظم ارجاء الدولة.
ترافقت كلمة الاسد مع تصريحات لرئيس وزرائه وائل الحلقي ان ‘الحل السياسي هو السبيل الوحيد من اجل وضع حد للنزاع الداخلي في البلاد’، مكررا ان السلطات مع الحوار، لكنها لن تتحاور مع ‘الارهاب’ وهو التعبير الذي تطلقه دمشق على قوات المعارضة، ويبدو ان مفهومه للحوار هو ان يكون مع الموالين للنظام.
واعتبر الحلقي ان ‘صندوق الاقتراع هو الحكم وهو الفيصل في اختيار من سيحكم هذا البلد’، وهو يقصد نفس صندوق الاقتراع الذي يأتي بالاسد رئيسا بـ99.99 بالمئة من الاصوات بالتزوير، فالذي زور التاريخ وعدل دستور بلاده خلال دقائق معدودة ليأتي رئيسا للبلاد مكان والده، لن يغير ثقافة التزوير والخداع، واليوم يصر على البقاء في الكرسي حتى لو دمر كل البلد.
الاسد ما زال يقول انه يمثل الدولة الشرعية، هل هذا كلام رجل دولة وله شرعية، بينما 70 بالمئة من الشعب ضده.
للاسف الاسد اليوم ليس اكثر من رئيس مجموعة مسلحة، ولا يزال يتصرف بتهور ويتخذ قرارات نلمس ونرى يوميا نتائجها البربرية والهمجية، فرئيس النظام في دمشق لم يعد قادرا على الاقناع بانه مؤهل للاستمرار بالحكم.