الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حرب إبادة السوريين.. نوم !..الجامعة العربية

حرب إبادة السوريين.. نوم !..الجامعة العربية

25.08.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية
الاحد 25/8/2013
يواجه السوريون «حرب إبادة جماعية» بكل ما يعنيه هذا المصطلح من همجية وقسوة وجرأة على الارتكاب العلني لهذا النوع من الجرائم التي عرف التاريخ أبطالها وشخص سلوكياتهم، إذ لا يمكن، تحت أي ظرف، تفادي الاعتراف بارتكاب هذه الجريمة التاريخية في سوريا بعد سقوط آلاف القتلى والمصابين السوريين بسموم الأسلحة الكيماوية في هجوم واحد لم يتعد دقائق. ومع ذلك لا يزال المجتمع الدولي والدول الكبرى ترد باستحياء أو بمراوغات أو بخطابات بلاغية وتهديدات لم تثمر سابقاً سوى عن اعطاء نظام الأسد وتحالفه الإيراني الروسي المزيد من الوقت والفرصة للتنكيل بالسوريين وتمكين الاحتلال الإيراني من التحكم بكل مفاصل سوريا وجغرافيتها وحشد ميلشياته المتعددة الجنسيات لخطف سوريا على مرأى ومسمع من العرب والعالم.
والعجيب أن الجامعة العربية كانت غائبة ولا يختلف موقفها عن موقف أي بلد تعيش في أطراف الأرض، بل ان منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية أبدت شجاعة وحرارة في الدفاع عن أطفال سوريا الذين يشوون بالأسلحة الكيماوية، فيما الجامعة العربية تتصرف وكأن ضحايا الهجمات بالأسلحة الكيماوية يسقطون في أمريكا اللاتينية أو في جزر الهادي، وحتى لو كان الضحايا في أي مكان في هذه الأرض، فإن على الجامعة العربية مسئولية أخلاقية، لإدانة هذه الجرائم البشعة، والإصرار على انجاز تحقيق دولي رصين ومعاقبة المجرمين، فكيف إذا حدثت الجريمة في سوريا العضو المؤسس للجامعة العربية وفي صفوف السوريين العرب الذين يدفعون ثمناً باهظاً، من أرواحهم وأطفالهم ودمائهم وكرامتهم، في كفاحهم البطولي للدفاع عن هويتهم العربية واستقلال سوريا العربية في وجه هجمة تفريس علنية وسافرة لهذا البلد العربي الحر.
كان يتعين على الجامعة العربية أن تتصرف بسرعة وأن ترسل من عندها خبراء في الأسلحة المحرمة إلى المناطق التي استهدفتها الأسلحة الكيماوية في سوريا كي يسجلوا شهاداتهم للتاريخ ويدلوا بها لمن يطلبها من المنظمات الدولية وحكومات العالم، وعلى الأقل من أجل الدفاع الإعلامي عن أطفال سوريا وأبنائها الأبرياء الذين يبادون في هذه الحقبة الرديئة من أداء الجامعة العربية ومواقفها.
وإذا كان موقف المجتمع الدولي يتسم بالتخاذل والمراوغات وإعطاء التحالف الإيراني الفرصة لانجاح مخططه في سوريا، فإنه يتعين على الجامعة العربية ألا تدعم هذا التخاذل وتشارك في مزاد بيع سوريا للشيطان، بتهاونها وضعفها وانزوائها وسوء ادائها، فلا يمكن أن تحقق الجامعة أي مهمة ما دام أنها تكتفي ببيانات خجولة لا أحد يأبه بها ولا يحترمها، ولا حتى يفكر في قراءتها أو الاستماع إليها، حتى بدت الجامعة العربية ليست أكثر من منتدى هواة فحسب، حتى أن العرب حينما يصيبهم مكروه آخر ما يفكرون به هو الجامعة وأمينها، وحسبها هذا.