الرئيسة \  برق الشرق  \  حرب باردة بين المانيا وروسيا

حرب باردة بين المانيا وروسيا

25.11.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏‏24‏/11‏/14
يسود العلاقات الالمانية الروسية  حاليا جو من الفتور جراء الازمة الاوكرانية التي مر عليها عام ففي الثاني والعشرين من شهر تشرين ثان/نوفمبر من عام 2013 خرج الاوكرانيون الى الشوارع وخاصة الى ميدان مدينة كييف منددين بحكومتهم السابق وفي مقدمتهم رئيس بلادهم السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي رفض تقارب بلاده بشكل مطلق مع الاتحاد الاوروبي  الذي حاول في وقت سابق  جذب تلك الدولة مع دول اخرى بالشرق الاوروبي الى الاتحاد وذلك في وقت سابق من أواخر شهر تشرين اول / اكتوبر من العام المذكور,. ومنذ بدء الازمة الاوكرانية بالتاريخ المذكور وحتى قبل يوم أمس الجمعة 21 تشرين ثان/نوفمبر وصل عدد الاتصالات الهاتفية التي أجرتها المستشارة انجيلا ميركيل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تسع وثلاثون اتصالا بينما وصل عدد المباحثات المباشرة بينهما خلال لقاءات دولية كان آخرها على هامش مؤتمر الدول العشرين الذي عقد 17 و 18 تشؤرين ثان/نوفمبر الحالي باستراليا الى خمسة لقاءات لم تسفر عنها اي نتائج ايجابية لانهاء الازمة الاوكرانية سياسيا وتم عقد مؤتمرين  ضم وزراء خارجية المانيا وفرنسا وروسيا واوكرانيا   بالعاصمة برلين وتم الاتفاق بهما على وقف اطلاق النار ببن الشرق والغرف الاوكراني وتسهيل وساطة المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية  اضافة الى مؤتمرات مينسك / روسيا البيضاء / للغرض نفسه الا انها لم تطبق فالاعمال العسكرية مستمرة وروسيا تدعم الانفصاليين الاوكرانيين بشتى أنواع الدعم .
تطورات ما يجري باوكرانيا والانتقادات المتبادلة بين برلين وموسكو وصلت الى اعلان موسكو بان رئيسة قسم العلاقات السياسية بالسفارة الالمانية بموسكو زابينه شتور غير مرغوب بها وطلبوا منها مغادرة موسكو خلال اقل من 24 ساعة وذلك يوم 13 تشرين ثان /نوفمبر الحالي ، وربما يعود إخراجها من موسكو ردا على اتهام النيابة الالمانية في العاصمة القديمة لألمانيا أحد موظفي سفارة روسيا بتهمة التجسس على المصالح الالمانية ، الا ان برلين حاولت انهاء هذه الحادثة بإطلاق سراح سيدة اعتقلت مع زوجها بالقرب من العاصمة برلين بتهمة التجسس للمصالح الروسية على مدى اكثر من خمسة عشرة عاما كانا قد اعتقلا في وقت سابق من عام 2013 وحكمت المحكمة عليهما بالسجن لمدة أربعة أعوام ، وغادرت تلك السيدة المانيا في وقت سابق من تشرين ثان/نوفمبر الحالي ،  اضافة الى استياء موسكو من ترشيح المانيا نفسها لرئاسة المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية في عام 2016 لاعتقاد موسكو بان برلين تريد ان تتزعم الاوروبيين وبسط سيطرتها على المنظمة المذكورة اضافة الى سعيها بجذب دول شرق اوروبية ولا سيما دول البلقان الى الاتحاد الاوروبي . وموسكو لا تمانع من دخول تلك الدول الاتحاد الاوروبي فهي تعتقد بدخولها مد تأثير روسيا السياسي على الاتحاد الاوروبي من خلال علاقة موسكو الوطيدة مع تلك الدول التي تملك بدورها عاطفة جياشة نحو موسكو .
عدا عن الازمة الاوكرانية وتحرش موسكو بجيورجيا وتحريض الغرب جورجيا على روسيا فالاتهامات متبادلة بين روسيا واوروبا  حول العنف في سوريا والعراق والشرق الاوسط والشمال الافريقي ولا سيما العنف في ليبيا فتتهم موسكو الغرب بالنفاق وانه وراء العنف الذي تعاني ليبيا منه بينما ينتقد الغرب موسكو بوقوفها الى جانب الطاغية بشار اسد وتمد موسكو دمشق بالاسلحة والعتاد والخبراء في مجال التعذيب  والعسكرية . وتعتقد برلين انه لولا وقوف  موسكو الى جانب اسد لانتهت ماساة الشعب السوري منذ الايام الاولى من بداية أي قبل حوالي ثلاثة أعوام وثمانية أشهر . وتتراشق موسكو  والغرب الاتهامات حول استمرار ماساة السوريين وبروز قوة ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / فبالرغم من إجماع الكثير من خبراء الارهاب ومنطقة الشرق الاوسط بأن / تنظيم الدولة / ولادة امريكية اسندت واشنطن تربيتها الى نظام سوريا وملالي طهران يقول المؤيدون للغرب بان موسكو وواشنطن المستفيدة من قوة / داعش /  وبقاء بشار اسد على راس نظامه بدمشق لتثبيت أقدامهما السياسية وغيرها بمنطقة الشرق الاوسط وبالتالي مراقبة حكومات تلك الدول عن كثب وان الحكومة الالمانية تقف وراء دعم الغوغائية التي تسود منطقة الشرق الاوسط جراء تسليحها الاكراد الذين يطمعون تأسيس دويلات مستقلة لهم في سوريا والعراق وتركيا ايضا بينما يرى المناوئون لموسكو بأن روسيا تدعم بقوة تقسيم منطقة الشرق الاوسط من خلال دعمها للاكراد قيام دويلات لهم بل الى تعاون وثيق بين موسكو وواشنطن لدعم أطماع   طهران بمنطقة الخليج العربي والشرق الاوسط  عبر / داعش / وما ضغط واشنطن على دول الخليج للدخول بتحالف ضد /اداعش / الا لجس نبض تلك الدول واذا ما أغلنت حكومات الخليج انهاء تحالفهم مع واشنطن ضد / داعش / فان واشنطن ستعطي طهران ورقة بيضاء للمضي بتحقيق أطماعها بتلك المنطقة .
الحرب الباردة بدأت بين برلين وموسكو منذ بداية ازمة اوكرانيا بتشرين ثان/نوفمبر من عام 2013 ومن الحتمل استمرارها لتشمل الحرب الباردة جميع دول الاتحاد الاوروبي فعلى حسب راي الكثير من خبراء السياسة الاوروبية هناك عطش شديد في كل من روسيا واوروبا وامريكا  لاندلاع حرب باردة بع حرارة خفيفة أي حرب فاترة يتخللها مواجهات عسكرية محدودة .