الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حرب خليجية إيرانية جديدة على الابواب

حرب خليجية إيرانية جديدة على الابواب

26.04.2013
أحمد راضي

القدس العربي
الجمعة 26/4/2013
لا شك أن إنهاء الأزمة السورية أصبح يشكل ضرورة ملحة للإدارة الأمريكية التي تُعول على حربٍ ضد المُثلث ‘الشيعي’ الذي يضُم إيران وسورية والعراق، ولا ننسى حليفهم القوي في المنطقة حزب الله.
الولايات المتحدة الأمريكية تدرك خطر إمتلاك إيران السلاح النووي وتعرف حجم هذا الخطر على حليفتها في المنطقة. ولاشك أن إعادة سيناريو الحرب العراقية الإيرانية التي راح ضحيتها مليون و مائتا ألف مسلمٍ على إختلافِ مذاهبهم. هذه الحرب ستمكن من تأخير البرنامج النووي الإيراني وإشغالها بحربٍ في جبهاتٍ مختلفة. ولاشك أن تصريحات السلفيين وتحذيرهم من ‘الخطر الشيعي’ على أهل السنة يُشَكِل قاعدة لهذه الحرب. الأموال المتدفقة من الخليج ستكون المحركة لهذه الحرب في مواجهة عدو مشترك.
زيارة وزير الدفاع الأمريكي لإسرائيل وتصريحاته حول عدم السماح لإيران بإمتلاك سلاح نووي وزيارة بعض المسؤولين الخليجيين للولايات المتحدة الأمريكية من أجل التسريع بإسقاط النظام السوري تدخل ضمن سياق واحد. تسليح ‘المعارضة السورية المعتدلة’ وحماية الكيان الإسرائيلي من خطر جبهة النصرة لايُمكن فصلهما في التعاطي مع الملف السوري.
أمريكا تنظر إلى لبنان الذي أصبح خصبا لحرب طائفية شيعية سنية بسبب دعم حزب الله العلني للنظام السوري ولاشك أن التدخل الأمريكي يعيد إلى الأذهان الإجتياح الإسرائيلي للبنان، ويُمكنها من السيطرة على جنوب لبنان وحماية إسرائيل من خطر جبهة النصرة؛ إستعداداً للتسريع بإسقاط النظام السوري والسيطرة على مخازن الأسلحة الكيماوية عبر قوات مُرابطة في الأردن تنتظر ساعة الصفر.
الولايات المتحدة الأمريكية تُفكر في إشعال حرب مفتوحة في العراق ربما تنتهي بحرب سلفية إيرانية تضمن حماية أمن إسرائيل، ولاشك أن تشاك هاغل أكد بأن جميع الخيارات مفتوحة في مواجهة التهديد النووي الإيراني. ولاشك أنها تعول على ليبيا في هذه الحرب وإشراك أكبر عدد من الدول التي تؤيد التدخل الأمريكي ودعمها للمعارضة السورية.
دُول الخليج تُحذر من الخطر ‘الشيعي’، وتصريحاتٌ تُشير إلى خطورة ‘المد الشيعي’ تُنسب إلى علماءٍ كبار، بل إن الرئيس المصري صرح أن ‘الشيعة أخطر على أهل السنة من اليهود والنصارى’. تصريحات عديدة وفتاوى معروفة ظهرت في الأونة الأخيرة ضد مؤيدي إيران في مصر، وتشبيهاتهم التي نُسبت إلى بعض السلفيين في مصر. حربٌ إعلامية كبيرة تدور في المنطقة أصبحت ظاهرة عادية في الأونة الأخيرة ولاتكادُ أن تختفي حتى تُعاود الظهور.
متى نُدركُ أن الحرب العراقية – الإيرانية راح ضحيتها مليون ومائتا ألف ضحية أعدت لإسقاط النظام العراقي بدعمٍٍ خليجي لهذه الحرب. لكن التدخل الإيراني والمقاومة السنية الباسلة أنهكت القوات الأمريكية، وأدخلتها في واحدة من اشد الأزمات لإقتصادها.
أشعلت الولايات المتحدة الأمريكية حربا طائفية في العراق، ولاشك أن العملية العسكرية في الفلوجة وعدم تدخلها ضد ‘جيش المهدي’ يثير الكثير من الريبة.
بل إن صناديق الإقترا ع لم تكن قادرةً على وصول إياد العلاوي ودعم إيران لنوري المالكي أنذاك كان هو السبب وراء وصول هذا الأخير ودعمه لها في مواجهة العقوبات الأمريكية التي كانت تُعول عليها الولايات المتحدةالأمريكية في إشعال ‘ربيع إيراني’. أمريكا لم تعد تُعول على نوري المالكي كحليف لها في المنطقة.
تقاريرٌ إعلامية نُشرت على هذه المجلة ومقولة ربما تصبح شهيرةفي المستقبل ‘سوريا أولا…ثم العراق ثم إيران’. والدم السوري الذي يستحله النظام والمعارضة سيكون هو الثمن، ناهيك عن دمائنا وربما تكون حربا يروح ضحيتها كما قال ‘بشار الأسد’ بأنه إطلع على تقارير بأن الحرب الكورية راح ضحيتها تسع ملايين ضحية من كوريا الشمالية فقط. ضعف النظام المصري وإنشغال الجيش المصري بإيقاف أي حرب ربما تندلع في صمام أمان المنطقة.