الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حرب داعش والنصرة وتحالفهما!

حرب داعش والنصرة وتحالفهما!

17.09.2014
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الثلاثاء 16-9-2014
.. والسؤال الأول من لبنان: كيف تعمل داعش والنصرة معاً في خطف (واعدام) جنود الجيش والأمن اللبناني، وكيف تقوم النصرة باعدام مجموعة من مقاتليها لانهم كانوا على اتصال مع داعش للانضمام إلى دولة الخلافة؟!.
كيف تقاتل النصرة وأحرار الشام داعش في الغوطة وريف حماة وادلب، وتتحالف معها في القلمون؟!.
والأسئلة كثيرة لكن الجواب عليها واحد: هو الذي يدفع لهؤلاء وهؤلاء. وإذا كانت داعش تتفوق على كل التنظيمات المسلحة في سوريا، فلأنها لم تعد بحاجة إلى التمويل والتسليح الخارجي بعد أن وفر لها المالكي اسلحة فرقتين من الجيش العراقي ترك جنودها كل شيء لداعش وحلفائها، ووفر لها 650 مليون دولار في فرع البنك المركزي العراقي في الموصل!!.
الدافعون للمجموعات المسلحة الإسلاموية في سوريا، شجعوا "بشكاتهم" هذا التشرذم التنظيمي من حيث ارادوا اسقاط نظام الأسد، فكانت النتيجة ان نظام الأسد استفاد بذكاء من هذا التشرذم ووظفه لصالحه. والآن يحتار الجميع من حلفاء جده او باريس كيف ستنتهي الحرب على داعش السورية، ومن سيسيّطر على الأرض المحروقة بعد ضرب داعش؟!.
في العراق هناك حكومة بغداد وحكومة اربيل والجيش العراقي والباشمركة، وضرب داعش واخراجها من مدن وقرى الموصل والواجهة الغربية من دولة العراق، سينتهي بسيطرة الدولة والحكم الذاتي، لكن ضرب داعش في سوريا سيعيد نظام الاسد الى مناطق تم طرده منها، لان المعارضة "المعتدلة" ليست اكثر من مجموعة سياسيين تمارس عملها في فنادق اسطنبول والقاهرة وعواصم الخليج، والجيش الحر ضعيف التمويل، ضعيف التسليح، وانضم اكثر مقاتليه الذين انشقوا عن الجيش النظامي الى منظمات اكثر ديناميكية واقدر على القتال!!.
في الذكاء "الفارط" الاميركي، اعتقدت واشنطن انها تستطيع عزل الاسد كما عزلت المالكي.. وذلك بمد التحالف (التوافق) الاميركي–الايراني من العراق الى سوريا!! لكن اذكياء النظام في طهران يعرفون الفرق، فازالة المالكي ليست كازالة الاسد، ذلك ان حزب الدعوة بقي يمسك بالحكم في حين ان حزب البعث لا يملك الا بشار الاسد، ثم ان تعقيدات المشهد السوري ليست ببساطة التعقيدات العراقية، اما روسيا (والصين) فقد عادت الى ما كانت عليه دائماً في هذه المنطقة: ممارسة النفوذ السياسي بتوريد السلاح!! ولعل مصر والسودان والعراق واليمن خير شاهد حين قرر الرئيس السادات ان 99% من اوراق اللعبة هي في يد اميركا!!.
المركب السياسي السوري معقد اكثر مما يعتقد الكثيرون. والدفع هو المسؤول!!.