الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حرب سوريا في الخليج

حرب سوريا في الخليج

16.03.2014
سميح صعب


النهار
السبت 15/3/2014
وفي السنة الرابعة للحرب على سوريا، بدأت تظهر مفاعيلها في اكثر من منطقة في الاقليم. إذ لا يمكن فصل الخلاف المستعر بين السعودية وقطر عن اصل مشروع التغيير الذي حملت لواءه الدوحة من تونس. فقطر جيرت الاضطرابات التي سماها الغرب "الربيع العربي" لمصلحة "الاخوان المسلمين". وعليه باتت قطر قاطرة الاحداث في العالم العربي وتولت زمام القيادة ردحاً من الزمن كما تبين التطورات المتسارعة لحذف سوريا من المشهد الاقليمي واسقاطها بسرعة في أيدي "الاخوان المسلمين". ولو تم لقطر ذلك لكان "الاخوان" حكموا اهم بلدين عربيين، مصر وسوريا، انطلاقا من الدوحة.
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان. سوريا لم تسقط وان تكن دُمرت وتشظت. ولم يستطع الغرب بعد هضم القوى الجهادية التي افرزتها المغامرة الخليجية في سوريا من غير ان يعني ذلك ان اميركا مستعدة للتراجع عن مطالبتها برحيل الرئيس بشار الاسد الذي اطلقته الدول الخليجية ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ولا تزال تقف عنده بعد اربع سنوات من الحرب.
أما الواقع السوري اليوم، فليست سوريا وحدها التي تعيشه. فالعراق يعيش الحرب الطائفية مجددا، ولبنان ليس افضل حالا مع التفجيرات المتنقلة والسير نحو الفراغ الدستوري في مؤسسات الحكم، فيما الاردن يغالب الضغوط الغربية والعربية التي تدعوه الى دور اساسي في مساعدة المعارضة السورية "المعتدلة" على اختراق دمشق انطلاقا من درعا من غير ان يؤخذ في الاعتبار كون خطوة كهذه يمكن ان تفجر الاردن من داخل.
ويغرق اردوغان، الذي رأى ان اسقاط سوريا سيكون ممرا لحكم "الاخوان المسلمين" الشرق الاوسط بكامله وربما ما هو أبعد، في دفع اتهامات الفساد عنه وعن المحيطين به ويحاول عبر ايران الحصول على "تهدئة" في الموضوع السوري.
ولم تتخلف "حماس" عن المشهد والتقلبات في المنطقة. واعتقدت الحركة انه بوصول "الاخوان" الى السلطة، يجب ان تشارك في وصولهم الى السلطة في سوريا، فكان التورط في القتال بعد "نصائح" وجهها رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الى الاسد، بان "يستجيب لمطالب الشعب السوري"، تماما كما هي فاعلة "حماس" في قطاع غزة!
وهكذا فإن اربع سنوات من الحرب على سوريا لم يخرج منها مستفيد واحد سوى اسرائيل التي يستطيع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ان يقول اليوم في وجوه العرب والغرب انه من دون شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين والاعتراف باسرائيل "دولة لليهود" لن يوقع اتفاق سلام.