الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حرب طائفية على حدودنا

حرب طائفية على حدودنا

16.06.2013
فايز الفايز

الرأي الاردنية
الاحد 16/6/2013
خلال فترة وجيزة  ظهرت بوضوح  محاور القتال الدائر على الأراضي السورية ، فبعد سنتين من القتال والقتال المضاد بين قوات النظام السوري وبين عسكريين منشقين وثوار سوريين ، إنتقل القتال بين أطراف غير سورية الهوية ، إنه قتال  بالإنابة ضد مقاتلين بالإنابة ، إنها حرب بين الطوائف ، وبين المعتقدات ، لم يعد للنظام السياسي أي ذكر ، بل الأعلى صوتا من الرئيس الأسد وأركان نظامه هو حسن نصر الله زعيم تنظيم حزب الله الشيعي ، القدم المتقدمة لإيران في لبنان  ، في المقابل هناك بنادق من تنظيمات مذهبية سنية غير سورية باتت تزيد عن عدد المقاتلين السوريين على الأرض .
الأسئلة مقلقة هنا : هل ستتحول الحرب  من قتال  مع أو ضد نظام بشار الأسد الى حرب مذهبية  بين السنة والشيعة طويلة الأمد فيما بعده  في العالم العربي، قد تأكل عشرات السنيين من عمر الأجيال القادمة ، وكم من الوقت ستستغرق النار حتى تقول كفى ، لقد شبعت من جثث « الكفار « من طرفي المذهبين ؟ هل دخلنا في مرحلة الكارثة  فالعراق لا يزال يعاني من حرب طائفية  ، وإذا قتلنا الشيعية الإيرانية في سوريا فهل سنقتلها في طهران وما حولها
الحرب الداخلية هي كارثة سورية بكل معنى الكلمة اليوم ، جاءت على كل التاريخ الشامي بأيد ٍ سورية وأجنبية ، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتاريخيا أيضا ، وما أرادته القوى ذات المصلحة في الغرب والشرق الإيراني أيضا ، هو تدمير سوريا  الشعبية بنيويا  واقتصاديا ، واليوم كما ترون لم يعد هناك بنية اجتماعية خالصة ، لذلك لم يعد يهم إسرائيل ولا غيرها إن بقي النظام أم لم يبق ، إنه الأسد بلا أنياب ، إنها سوريا بلا حراب ، فليذهب الشعب الى الجحيم  ، وليحكم الأقوى سياسيا  لا عسكريا ، هذا هو لسان حال  قادة إسرائيل  الذين لا يثقون مطلقا إلا بأنفسهم ، مع أن سوريا وفرت لهم جبهة حدودية آمنة مع أرض محتلة نصف قرن ، فهم لا يثقون إلا بسلاحهم .
تنقل وكالات الأخبار العالمية عن مقاتلين عرب في سوريا وتركيا انهم لم يعودوا يرون  أفرادا من الجيش السوري الموالي للرئيس الأسد ، فغالبية خصومهم من اللبنانيين الشيعة  ومقاتلين إيرانيين  ، إنهم  يقاتلون  كل من هو مسلم سني على الأرض ، لا فرق بين طفل وإمرأة إذا كان في الخندق الخصم ، فيما مقاتلين سُنة من كل الجنسيات يقاتلون  هذا الجيش المستورد ، ولن تكون القصير آخر الساحات ، فحلب في طريقها لحرب جديدة ، والمقاتلين الشيعة يتوافدون من العراق عبر الحدود المفتوحة بين البلدين ، معبر الوليد ليس وحده بل هناك قرى بدوية في المنطقة زرتها وليس فيها حارس واحد ، الصديدية ، المالكية ، اليعربية ، حتى مدينة القامشلي ، كلها مفتوحة باتجاه حلب .
لقد تخلى « العالم الحرّ» عن حسم المعركة منذ البداية في سوريا ، بعكس ما قام به في العراق 2003  وليبيا 2011 ، ولو أن  تحركا عسكريا محدودا تم منذ عام على الأقل ، لما وصل الأمر الى هذه الفوضى التي نقلت الصراع من نظام حاكم  ضد ثوار ومنشقين الى حرب طائفية ومذهبية عالمية مفتوحة الأبواب الى ما شاء الله  ودفع ثمنها الشعب ، ولكن ليس لأحد في الغرب أي مصلحة في التورط بين « مسلمين متخلفين « كما يرونهم ، أو بين عرب وعجم  وأنصارهم  ، فليتقاتلوا  حتى يُرى ما هي النتائج  قبل اتخاذ أي قرار .
لهذا من المهم جدا لنا أن لا تنعكس أي نتيجة على الصراع في سوريا على الوضع الداخلي في الأردن ،  ويجب  تحصين وحماية الحدود الأردنية  من الهجرة المعاكسة  للفائض المقاتل هناك في حالة أي تحرك عسكري محتمل غربي أو شرقي في سوريا  ، فالأردن يبقى قويا داخليا ما دامت أسواره الخارجية محمية بإذن الله ، ورغم ما يتمنى أو يشيع من في قلبه مرض علينا ان نثق بقدرة قواتنا المسلحة المعروفة تاريخيا  بأنها تستطيع حماية حدود الوطن مهما طالت المسافات  والأحقاد .