الرئيسة \  مشاركات  \  حرية المرأة !!!

حرية المرأة !!!

26.10.2013
د. محمد دامس كيلاني




مع خضم الهتافات المدوية و الصرخات الهاتفة و اللهث من الاعلام المغرض وراء رفع الأصوات بصداها المنادي الى (( تحرير المرأة )) فانني أذكر هنا و للذكرى فقط أن المرأة كانت بنظر الغرب ناقصة ... في وجدانها ... و عقلها ... و جسمها...!!! نعم بل و كانت ممنوعة من الحرية بكل أشكالها ... و ممنوعة من حقها بامتلاك المال أو التصرف به ... و ممنوعة من العلم ...و من الحرية .... بل و حتى من حضانة أبنائها ان توفي عنها زوجها !!!..... نعم كانوا ينظرون اليها أنها .. (( جسد بلا روح )) .... نعم هكذا كانت النظرة الى المرأة من الغرب وفقا الى مرجعيتهم (( لاهوت الكنيسة )) ....وبقيت النظرة على هذه الصورة لغاية العصر الحديث و عندها انتفضوا لزراعة أفكار .... ومن ثم دعوات ..... ( حقوق المرأة ) .
الاسلام الحنيف و في ذات الفترة الواردة آنفا , كان قد أوصى بل و أكد أن للمرأة حقها الكامل في التملك و الخاصية المالية , ولها التصرف الكامل منفردة بهما , ولم ينكر الشارع الحكيم عليها حقها غير المنقوص بحضانة أبنائها على الأقل و عدم التزامها بالانفاق على بيت الزوجية و ضمن حقها في الميراث و ....الخ.وهنا خرجت فتن فيما بين أفراد الأسرة أن المرأة لاتنفق على بيت الزوجية و لكنها عندما تخرج الى العمل فكثيرا ما تغادر مع ساعات الصباح الباكر و لاتعود الا بعد غروب شمس النهار و ذلك على حساب البيت من كل النواحي فهل هنا عليها الانفاق مقابل تركها لواجب البيت أم أنها تبقى رغم عدم قيامها بواجبات البيت خارجة عن اطار الانفاق !!! و هذه أحد أهم الأسباب التي أودت الى حالات عديدة من التفكك الأسري التي انتهت الى الطلاق أو نحوه .
وللتذكرة فاننا لم ننس عندما وفد من احدى الجمعيات النسائية في أمريكا وفد الى مصر , و اجتمعوا مع نساء من القاهرة فكان طرح رئيسة الوفد من أمريكا أن ماعانينه من المشاكل في مجتمعهن لاترى لها حلا الا أن تعود المرأة الى اقامة بيتها على الوجه الطيب , و عندها قال الشيخ محمد متولي الشعراوي  رحمه الله : عجب ... عندنا بدأن يقلن نريد أن نخرج من البيوت ! على وجه لايتناسب مع قيمهن , الى الاقتداء بأولئك المنحطات و أولئك السافلات , فسبحان الله ! أي قدوة ارتضاها الله لنسائنا في الحياة ؟.
ان الحضارة العلمانية التي نشأت في الغرب – ان صح لنا تسميتها بمسمى الحضارة – ليس لها أية ضوابط ولا حتى ضوابط أخلاقية بل كان ضابطها الوحيد الخروج عن الأخلاق الحميدة و الخروج عن الأطرالضابطة  للشريعية الاسلامية و أن تكون (( المادة )) الضابط الأوحد , فالنظرة لديهم لاتتعدى أنها سلعة من سلع العمل الرأسمالي فهي بهذا نافعة جاذبة باغراءاتها لترويج هذا السوق .... هكذا تحرير المرأة في حضارتهم ... هيهات من يعي الفرق الواضح الجلي بين مايسمونه حضارة لديهم و بين حضارتنا المشرفة للفرد و الأمة .
اننا و في اسلامنا الحنيف نعتبر أن أسس الأسرة و الحياة الزوجية ( الزوج و الزوجة ) هما في علاقتهما هذه الشرعية متلازمين معا بالتكامل و التساوي فخرج الغرب ليفتك بهذه العلاقة الراقية المتميزة كي تنطلق و تتعايش على ( التماثل ) في المهام الموكلة الى كل منهما بل وليفتك بهذه العلاقة التي وصفها الحق أنها قائمة على المودة و الرحمة بينهما و المتجددتين أن تصل الى ( الندية ) و تناسوا طبيعة الجسم التي خلقها الله لكل منهما فأرادوا بكل ماتعنيه عبارة ( استرجال المرأة ).
لقد فهموا قول الحق سبحانه و تعالى ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )) النساء 34 , أن القوامة هنا تنافي الحرية للمرأة ... سبحان الله تعالى و لماذا لم يفهموا حقيقتها التي هي أن الرئاسة التي يتصرف بها المرؤوس بارادته و اختياره وليست الرئاسة التي يتصرف فيها المرؤوس مقهورا مسلوب الرئاسة لايعمل الا وفقا لما يوجهه اليه رئيسه من تعليمات محدودة مقيدة ولم يفهموها أنها من باب الارشاد و المراقبة لكل الأعمال التي تقوم بها الزوجة على الصعيدين المتلازمين سواء داخل البيت من تربية الأبناء و نحوها  أو خارجه .
ان الطبيعة التي خلقت المرأة عليها تجعل منها مبدعة في مجالات قد خلقت لها و لها فقط كتربية الأبناء و نحوها , و كذلك الرجل فان له مجالات و ميادين تتناسب و فطرة الله له عليها ... فلماذا فهموا أن المرأة ممنوعة من القيادة و القوامة فيما هي خلقت له !!!  نعم لأنهم لم يقرؤوا بل و بالأصح أنهم تجاهلوا عن عمد ما جاء فيما رواه ( البخاري و مسلم و الامام أحمد ) عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال (( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته , فالأمير الذي على الناس راع عليهم , وهو مسؤول عنهم , و الرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم , و المرأة راعية على بيت بعلها و ولده , وهي مسؤولة عنهم , و عبد الرجل راع على بيت سيده وهو مسؤول عنه , ألا فكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته )) صدقت ياسيدي يارسول الله حيث علمتنا أن القوامة و القيادة ليست حكرا حصريا على الرجال لكنها ترتبط بما تتميز به طبيعة كل منهما و ميادين العمل ,فما أشبه ما قام به الغرب من محاولات أن يجعل المرأة كالعصفورة التي تريد أن تكون أنثى الصقر فلاهي وصلت الى ما تتمتع به أنثى الصقر ولاهي بقيت عصفورة كما خلقها ربها سبحانه .
الحرية أن تقوم المرأة بعرض مفاتن جسدها ... و بذل هذا الجسد ... وأمام المجتمع ؟؟بلا قيود ولا ضوابط عقائدية أو حتى أخلاقية !!... نعم انها حرية العلمانية للمرأة كي تحصل على كل ماتريد بما فيها الملذات طالما أنه برضاها و ليس اغتصابا فلامانع لدى علمانيتهم به و العياذ بالله تعالى منهم وعليهم من الله مايستحقون – آمين -.
أحببت ايضاح ماسبق ذكره من باب التذكرة و لايضاح الصورة جلية  بأن الاسلام يتعامل مع كل من الرجل و المرأة وفقا لطبيعة كل منهما التي خلق الله كلا منهما عليها و أن المرأة لاتزال و ستبقى وفقا للاسلام تتمتع بحريتها ضمن أصول شريعتنا الاسلامية أكثر بكثير مما يدعونه فيسمونه ( حرية المرأة ) و بالحقيقة ليس الا رغبة جامحة منهم باخراجها خارج أطر طبيعة جسدها التي خلقها الله عليها و لجعلها سلعة رخيصة من خلال عرضها لمفاتنها ساعين لتعميم الرذيلة من خلال ذلك و قتل الأخلاق الحميدة – لاقدر الله – ولن يتمكنوا باذنه تعالى أبدا .

ان قوانينهم التي أصاغوها تحت كذبة ( تحرير المرأة ) بأكملها خصصت للفتاة الشابة الجميلة... ذلك لترضي أصحاب الشهوات و الغرائز النهمة و التي لاتشبع من حرام و العياذ بالله , و نتيجة طبيعية لعرض هذه المفاتن في الشارع أن تكون جاهزة لتصل الى مايصبوت و تصبوا هي اليه و تحقيق المراد , و التساؤل الذي يطرح نفسه هاهنا .. ان الجمال و المفاتن لابد ومع مضي العمر أن يبدأ بالزوال و الاضمحلال فأي مصير ينتظر تلك المرأة ...؟؟؟!!!.
هل تقبلين أختاه أن تكوني سلعة رخيصة تسيرين أمام الناس تعرضين نفسكي لهم !!؟! و هل ترضى أخي الكريم ذلك لأختك و أمك و ابنتك ؟؟؟
أم أننا سنصر جميعا على أن تبق الأخت المسلمة جوهرة مكنونة موقرة في لباسها و زيها الاسلامي و حرصنا على طبيعة أدائها و مهامها وفقا لما يتطابق و طبيعة جسمها و وفقا لما أقره الشارع الحكيم !!.