الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حريق لبنان يأتي من سوريا

حريق لبنان يأتي من سوريا

25.06.2013
رأي البيان

البيان
الثلاثاء 25/6/2013
ما يجري في لبنان من توتر طائفي واشتباكات مسلحة بين هذا الفريق السياسي أو ذاك، يعبر بشكل واضح عن المصير الذي تريده القوى الاقليمية الساعية لإطالة أمد الحرب في سوريا وإشعال المنطقة برمتها، محاولة استغلال هذا الوضع بفرض وقائع جديدة على الأرض، مستغلة الموقف الدولي المتردد من حسم الصراع في سوريا وحملة التخويف من التيارات المتطرفة.
بات الوضع المعقد في سوريا هو أصل كل المحن التي تعيشها المنطقة، فكل ساعة تمر، هي زيادة في المعاناة ومزيد من القتلى من كافة الأطراف ومزيد من المهجرين والمنكوبين، ومزيد من ضياع الميزانيات على الأوضاع الطارئة، بدل أن تنفق على التنمية وتعزيز البنى التحتية.
ما يجري في المنطقة ينبغي أن يدفع المجتمع الدولي إلى المساعدة في حسم الصراع الدائر في سوريا وتهيئة الظروف للسوريين لكي يتخلصوا من هذا العذاب على مدى عامين، والذي اضطرهم إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وكراماتهم وأعراضهم.
إن القوى التي تساهم في إطالة عمر الصراع الدائر في سوريا وتدفع بالسلاح والأفراد لساحات القتال هي قوى شريكة في وليمة الدم التي تعم المنطقة برمتها، ولابد من وضع حد لهذه الفوضى بوقف تلك القوى عند حدها وعدم السماح لها بالعبث في أسس ومرتكزات المجتمعات العربية القائمة على التعايش والتفاهم والتوافق.
الصراع والقتال الدائر في سوريا يهدد بإشعال المنطقة وحرق الكثيرين من الجيران، واستمرار الصمت الدولي وطريقة التعامل مع الأزمة السورية بهذا الشكل غير الفعال يساهم في تحقيق هذا المخطط التدميري، فلابد من خطوات عملية وممارسة ضغوط حقيقية على القوى التي تعرقل أي حل عن طريق مجلس الامن الدولي.
فالآليات الأممية تتيح التدخل لحسم هذا النوع من الصراعات المدمرة وبأساليب شرعية، منها أن الوضع في سوريا بات يهدد السلم الاقليمي والعالمي، ومنها مبدأ حماية المدنيين في زمن الحرب وغير ذلك من آليات تضمن حسم هذا الصراع المدبر والمخطط له من جهات عدة على كافة الصعد.