الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب البعث السوري.. إعدام ميت ؟

حزب البعث السوري.. إعدام ميت ؟

17.07.2013
داود البصري

الشرق القطرية
الاربعاء 17/7/2013
مع قيام رئيس النظام السوري، وأمين سر القيادتين القومية والقُطرية لحزب البعث! والقائد العام للجبهة الوطنية والتقدمية!! والقائد العام للقوات السورية المسلحة الرفيق الفريق الدكتور المناضل بشار بن حافظ أسد بتسريح كامل أعضاء ما يسمى بالقيادة القُطرية لما يسمى تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي السوري تكتمل فصول المهزلة السلطوية الدائرة في بلاد الشام منذ ثلاثة أعوام!! وتكتمل بكل جدارة حقائق الانعزال عن الواقع السياسي والحقيقي الذي يعيشه أركان ذلك النظام الإرهابي العدواني المخابراتي البشع وهو يواجه ثورة شعبية عارمة أفقدته كل مصادر الشرعية المزيفة، وعرته بالكامل، بعد أن سقطت على ميدان معارك الثورة الشعبية كل الدعايات والخرافات والرؤى التي كانت تسوق لقومية النظام ولإيمانه الوهمي بطاقات شعبه وقومه وأمته، فتسريح قيادة حزبية بعثية كاملة بجرة قلم هو مهزلة حقيقية تضاف لمهازل عديدة رافقت نشوء وارتقاء ومن ثَمَّ انهيار حزب البعث الذي كان بنسختيه السورية والعراقية عنوانا فظا لصراعات دموية ساخنة وطويلة تركت آثارها على مجمل الحياة السياسية في الشرق القديم منذ أكثر من نصف قرن من الصراعات العبثية والشخصية والطائفية التي تم تسويقها تحت أغطية وشعارات أيديولوجية لا حقيقة ميدانية لها، فحزب البعث السوري بأسلوبه العقائدي وبنظريته الثورية والاجتماعية كان قد مات وشبع موت منذ يوم 23 فبراير عام 1966 حينما قامت اللجنة العسكرية البعثية بانقلابها الدموي الشهير ضد قيادة الحزب القومية وبروز الصيغة القُطرية والقيادية الخاصة لتنظيم حزبي أفرغه العسكر من محتواه ودخلوا في نوبات صرع وصراع عنيفة فيما بينهم انتهت لاحقا بسيطرة عصابة حافظ الأسد على السلطة نهائيا عام 1970 بعد تصفيات دموية شرسة بدأت بتصفية من قام بالانقلاب الدموي وهم جماعة (المقدم حاطوم) ثم بعد هزيمة 5 يونيو وتسليم هضبة الجولان كمكافأة لإسرائيل من دون قتال ولا ضرب وتحت قيادة وزير الدفاع حافظ الأسد ومن ثَمَّ تصفية العناصر القلقة والخطرة في انقلاب اللجنة العسكرية وعلى رأسهم العقيد الجندي جاء الدور على صلاح جديد والأتاسي لتتم تصفيتهما ويخلو الجو لحافظ الأسد ورفاقه الذين حولوا سوريا لمستوطنة ومزرعة عائلية مغلقة، لذلك كان قول الشاعر الفلسطيني الشهير والشهيد كمال ناصر متميزا بحق حزب البعث وهو يصف لحظات انسلاخه عنه وتوديعه له بالقول:
لم يبق للبعث عندي ما أغنيه ودعته وسأبقى العمر أبكيه
لقد انتهى حزب البعث نظريا وواقعيا منذ ذلك التاريخ وتحول على يد آل الأسد لخرقة بالية ولممسحة سلطوية بائسة وأضحى بقيادتيه القومية والقُطرية مجرد فرع آخر من فروع المخابرات العديدة والمرقمة والمشفرة وأضحى مجرد تكتل إداري سلطوي ورقما من الأرقام لا يعني شيئا بالمرة، وظل عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد السابق وطيلة سنوات طويلة مجرد نكتة سمجة أو (ناطور خضره) لا أكثر ولا أقل، فبعد موت حافظ الأسد عام 2000 وتحويل الرئاسة لوراثة عائلية كان حزب البعث من ضمن التركة التي تقاسمها الوارثون الجدد وحيث تم في عام 2005 عقد مؤتمر قطري كديكور سلطوي تقلد فيه نائب الرئيس المغيب فاروق الشرع منصبا قياديا فيه فيما غابت أسماء مهمة صنعت تاريخ البعث السوري من أمثال عبد الحليم خدام ومشارقة وغيرهم، المهم إن قرار بشار بعزل القيادة وبتنصيب قيادة قطرية جديدة بأسماء وعناصر واهية وفي زمن الثورة والتغيير لا يعني شيئا بالمرة، فالسلطة في دمشق لم تعد معنية كثيرا بالصورة القومية بعد أن باع النظام سوريا بأسرها لحليفه النظام الصفوي في طهران، وبعد أن أضحى للعصابات الطائفية المريضة دورها الفاعل في حماية النظام وهي عصابات حزب حسن نصر الله العميل وأحزاب العراق الطائفية من صدريين وعصائب وجيوش المختار وأبو الفضل وغيرهم من التسميات والعناوين الخرافية!!، لقد تخلى بشار حتى عن ورقة التوت الشفافة والرقيقة التي كانت تستر عورات نظامه الفضائحية وباشر على الفور في إعلان وفاة الحزب سريريا عبر إطلاق رصاصة الرحمة عليه.. تصفية تركة حزب البعث هي بمثابة إعدام ميت تقيحت جثته منذ عام 1966 ولم يدفن بعد!! ويبدو أن الرفاق علي خامنئي وقاسم سليماني والوطواط البطاط ونوري المالكي وحسن نصر الله... قد تحولوا اليوم ليكونوا أعضاء للقيادتين القومية والقُطرية لحزب كان مجرد دمعة في تاريخ سوريا الطويل والعريق وحيث يصنع أحرار الشام اليوم ملحمة الصمود والثورة لإرسال بقايا ذلك النظام لمكانه الطبيعي في مزبلة التاريخ...