الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب السيد حسن نصر الله اللبناني

حزب السيد حسن نصر الله اللبناني

11.06.2013
محمد صالح المسفر

الشرق القطرية
الثلاثاء 11/6/2013
لم يكن يخطر على بالي في أي يوم أن أقف ضد سياسات وممارسات حزب السيد حسن نصر الله. وقفت مع المقاومة اللبنانية منذ عام 1982 مؤيدا ومناصرا لقناعتي بأن هذه المقاومة ضد إسرائيل، وأنها تكونت من أجل نصرة المظلومين والمحرومين والمضطهدين الفلسطينيين واللبنانيين، وسرت في ذلك التأييد والمناصرة ووقفت مع الحزب المعني في حرب عام 2006 وخاصمت حكومات عربية وخاصمتني تلك الحكومات ومنعتني من دخول بلادها لأني مناصرا لحزب الله في ذلك الزمن.
 اليوم " حزب الله " خيب آمال ملايين من العرب وأنا واحد منهم بتدخله السافر في إبادة الشعب السوري من أجل حماية نظام بشار الأسد وخطب في مناصريه بأنه يوعدهم بالنصر على المظلومين في سورية الحبيبة المقهورين المحرومين والمضطهدين المطالبين بالحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية. نعم حقق حزب نصر الله اللبناني نصرا على أؤلئك المظلومين في سورية الحبيبة، وراح جمهوره يحتفل بالنصر على مدينة القصير وقراها المجاورة، راحوا يرقصون ويدقون الطبول ويوزعون الحلوى على المارة ويتلقون برقيات التهاني من القيادات الإيرانية في طهران والحق أنه نصر مزيف.
 أي نصر تحقق في مدينة القصير وضواحيها للسيد حسن نصر الله وعصبته!! لقد دخل المدينة جيش حسن نصر الله يناصره ويحارب معه فيلق القدس الإيراني، وعصائب "الحق" الباطل العراقية، ولواء أبو الفضل العباس وغيرهم من المغرر بهم من أقطار أخرى، كان دخولهم المدينة بعد غارات جوية متلاحقة على مدار الساعة صبت على المدينة حمم القنابل الانشطارية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل كما تقول أوثق التقارير، ليس ذلك فحسب بل إن المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ ومدافع الهاون وسلاح الدبابات السورية وحلفائها المشار إليهم أعلاه صبت نيرانها على المدينة ومن فيها لأكثر من أسبوعين متتاليين.
(2)
يشير هذا التدخل إلى أمر واحد أن بشار الأسد ونظام حكمه لم يتمكن من استعادة هذه المدينة وقراها وغير ذلك من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة والجيش الحر رغم تفوقه في كثافة النيران وعدد الرجال. هذا يعني أن المقاتل إلى جانب النظام لم يعد يؤمن بالقتال ضد الجيش الحر والمعارضين للنظام فاستعان بإيران لتصدر توجيهاتها إلى نصر الله لغزو سورية ومعه من ذكرنا أعلاه من القوى المسلحة. أن الخطة اليوم المتبعة حسب توجيهات "الولي الفقيه" في طهران هي أحكام السيطرة على مدن الساحل السوري وربطه بسهل البقاع اللبناني الممتد إلى جنوب لبنان تمهيدا لإقامة دولة طائفية على امتداد الساحل بدعم إيراني وحماية روسية. في الجهة الشمالية الشرقية من سورية تعد الخطة لتطبق على تلك المنطقة مرورا بحلب وحمص قوات طائفية عراقية إيرانية وآخرين، كل ذلك مقدرا له الحدوث قبل موعد مؤتمر جنيف 2 إن عقد.
(3)
لا جدال بأن العرب قدموا وعودا للمعارضة والجيش الحر بنصرتهم وعونهم وكذلك بعض الدول الديمقراطية الغربية ولكنهم لم يوفوا بوعودهم كما يجب. في الوقت ذاته قدمت إيران كل عون ومدد بشريا وماديا وعتادا ومالا، وكذلك فعل الروس، بواخر عسكرية من روسيا أفرغت حمولتها الأسبوع الماضي في ميناء طرطوس تشمل معدات وعتاد عسكري وأسلحة متطورة هجومية وحماية سياسية في مجلس الأمن الدولي ووسائل اتصال وتشويش على الاتصالات في الجانب الآخر.
نذكر قادتنا العرب أنه عندما غزا العراق الكويت عام 1990 تجمعت جيوش الدنيا بما في ذلك الجيوش العربية الفاعلة ومنها الجيش السوري على الأرض العربية لإخراج الجيش العراقي من الكويت واليوم الجيش الإيراني تحت مظلة حزب السيد حسن نصر الله اللبناني يجتاح الأراضي السورية فهل أنتم تبصرون يا قادة العرب ؟!
آخر القول: كنا نترقب ياسيد حسن نصر الله اليوم الذي يجتاح حزبك مزارع شبعا وسهول الجولان الغربية والقرى اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل لتعلن النصر المبين على عدو الأمة والأرض العربية ونحتفل معك وحزبك ونغيض أعداءك ولكن خاب ظننا وتوجه سلاحك ورجالك إلى غزو دولة عربية ذات سيادة بمعونة فارسية.