الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله.. أي صدقية بقيت؟!

حزب الله.. أي صدقية بقيت؟!

28.05.2013
تركي الدخيل

الرياض
الثلاثاء 28/5/2013
    ربما وجب التذكير في هذه المرحلة التي يخوض فيها حزب الله حرباً ضد السوريين بالمواقف العقلانية التي وُصمت بالتصهين حين انتقدتْ حزب الله في حربه مع إسرائيل في يونيو 2006. خاض الزملاء الصحافيون المستقلون معمعةً أخلاقية، إذ اُتهموا بالتصهين والعمالة والوقوف مع إسرائيل. مع أن الموقف كان واضحاً: "حزب الله يقتلُ شعبَه حين يخوض حرباً غير متكافئة مع إسرائيل"، وبالفعل كسبت إسرائيل الحرب وجاءت القوات الدولة وقُتل الآلاف من اللبنانيين، وتشرد عشرات الآلاف منهم، بينما الخسائر الإسرائيلية طفيفة، لهذا قالت السعودية إن هذه مغامرات غير محسوبة، ولهذا انتقد الأمير سعود الفيصل موقف حزب الله آنذاك. وشغب الناس على السعودية وعلى الصحافيين والكتاب الذين قالوا: حزب الله يخوض عملية انتحارية والجسد الذي يحترق هو الشعب الذي قصف بالطائرات والصواريخ.
حين انتقدنا حزب الله فلأننا نعرف الخطة الأيديولوجية التي تحركه، فهو حزب ضمن ميليشيا إيران، وهو نسخة عربية من الحرس الثوري الإيراني، والذي يقوم به حالياً بسوريا أكبر دليل على ذلك. في 2006 شبه بعض العرب حسن نصرالله بجمال عبد الناصر، وكثر الكلام والقصيد والنشيد بهذه الشخصية لكن سرعان ما عاد حزب الله إلى ميليشيويته وإلى عادته القديمة في مايو 2008 حين غزا بيروت! نعم لم يغزُ تل أبيب، بل بيروت، وأغار على البيوت وتمت كوارث إنسانية وحالات اعتداء على الحرمات والأسر وأحرقوا قنواتٍ كانت تنتقدهم من بينها قناة المستقبل!

الآن حزب الله يقف مع النظام السوري ضد الشعب السوري، وحين قصفت إسرائيل عدة مرات الأرض السورية لم يتجه جيش حزب الله إلى الجولان لقتال إسرائيل بل بقوا في سوريا لقتال السوريين بحجج طائفية، ورغم تكبد هذا الحزب لخسائر فادحة غير أنه يصر على خوض هذه الحرب الغريبة والتي لا يمكن أن يخوضها أي حزبٍ مقاوم! حتى حماس التي غامرت هي أيضاً في فتراتٍ مضت لم تقف مع النظام السوري، إذ هناك حدود للجنون والمغامرات.
حزب الله لم يقاتل الإسرائيليين الآن بل يقتل العرب من علويين وسنة، يقتل كل المعارضين له، وهو بهذا يجر لبنان إلى المجهول، وقد صدق العقلاء الساسة في لبنان حين أدانوا هذا التدخل من حزب الله وآخرهم رئيس الجمهورية ميشيل سليمان.
بآخر السطر، حزب الله كذبة كبرى وصدقناها من 2006 إلى 2013 فمن من العرب لا يزال مسحوراً بهذا الكذب الفاضح؟!