الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله: الصراخ لرفع المعنويات

حزب الله: الصراخ لرفع المعنويات

17.11.2013
الوطن السعودية



السبت 16/11/2013
أن يظهر زعيم حزب الله أول من أمس ليعلن أنه لولاه لسقطت سورية، فهو يؤكد بصورة غير مباشرة أن النظام السوري بلغ مرحلة من الضعف استدعت تدخل الآخرين لإنقاذه وجعله يتماسك قليلا. وأن يخرج علنا وهو الذي اعتاد أن يخاطب أنصاره عبر شاشة "بلازما" فتلك إشارة إلى محاولة منه لرفع معنويات أتباعه وطائفته ممن هبطت عزائمهم وهم يرون جثث مقاتلي حزب الله تأتي تباعا إلى ضاحية بيروت وغيرها من أجل معركة خاسرة.
لا يستطيع زعيم حزب الله أن ينكر ولاءه المطلق لإيران وتلقيه التعليمات والتوجيهات منها في كل جزئية يتحرك بها، ولذلك فإن ادعاءه بأن تدخله في سورية من أجل فلسطين لتغطية ممارساته في قتل الشعب السوري دفاعا عن نظام بشار الأسد مردود عليه، وهو كلام لا يقنع، وكذبة الدفاع عن فلسطين التي طالما نادى بها بانت وانكشفت ولم تعد تنفع بعد الشعارات الطائفية التي رفعها مقاتلوه في سورية، فـ"القصير" بعيدة عن حيفا، ودمشق ليست القدس. أما الحقيقة الوحيدة فهي أنه ينفذ إملاءات طهران ومرشد إيران بحكم التبعية المطلقة التي لا يستطيع إنكارها، وهو الذي يمجّد مرشد قم في ختام خطاباته.
حزب الله ورّط لبنان في المأزق السوري رغم علمه بأن قيادة لبنان أوضحت مرارا أنها تقف على الحياد وتنأى بنفسها عن الأزمة السورية، واخترق "إعلان بعبدا 2012" الذي ينص على حفظ الوحدة اللبنانية، فخرج عن النسق متحديا الإرادة اللبنانية والسياسة الخارجية للدولة، ليقحم الجميع في معركة تهدف إلى بقاء الأسد أطول مدة ممكنة، وإلى تعزيز الاستقطابات الطائفية في المنطقة من غير إدراك بأن ما يفعله سوف ينعكس سلبا عليه لاحقا حين لا ينفع الندم.
وسواء تنفخت أوداج زعيم حزب الله أو صرخ فلن ترتفع معنويات جمهوره، فالكل يعرف أن حزبه في وضع لا يحسد عليه، فهو صار منبوذاً لبنانياً، وإيران قد تتخلى عنه وهي تفاوض الولايات المتحدة حول سلاحها النووي، وربما فعلت مثل النظام السوري الذي سلم أسلحته الكيماوية، وسقوط النظام السوري متى حدث فهو يعني نهاية الحزب الحتمية لأن الطائرات والدبابات التي تمهد له الطريق اليوم سوف تختفي، ولن يقوى بعدها على الحديث عن تدخله في سورية ليحرر فلسطين.