الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله بلا عمامة

حزب الله بلا عمامة

10.06.2013
د. فايز بن عبدالله الشهري

الرياض
الاثنين 10/6/2013
    لم يعد سرّا أن حزب الله بقضه وقضيضه فكرة إيرانية وأداة مصلحية لسياسات إقليمية تتبيّن دلائلها بكل وضوح في الازمات. ولم يعد خافيا طيلة العقدين الماضيين أن وراء كل عملية إعلامية للحزب نجاحا بلاغيا لخطيبه المفوه ومكسبا إسرائيليا في المنطقة والعالم تحت بيارق طنطنة الحزب وأبواقه.
وهكذا لم يجد الشيخ "القرضاوي" ( وهو الذي عرك الدنيا وعركته) أمام شناعة جرائم حزب حسن نصر الله سوى إعلان "الندم على ما فات".
نعم تكشّفت للجميع تلك الأقنعة الطائفية والوكالة الفارسية الحصرية المخولة بالقتل والتدمير باسم الطائفة والعرق. لقد ظهرت الصور والمواقف أمام الدنيا كلها في مشهد عبثي جنوني واضح أحرج الداعمين قبل المناصرين. ربما نجحت عمامة "حسن نصر الله" في إخفاء صلعته التي لا يراها إلا المقربون الخلّص من الحرس الخاص وعلى رأسهم قائدهم الذي كان ثمن ولائه لزعيمه ان زوّجه ابنته. ولكن في القصير" (وقبلها في قتل الناس على الهوية) انكشفت عمامة حزب الله في واحد من أحقر اختبارات الولاء والمبدأ على أراضي سورية. هناك على اراضي بني أميّة تهاوت كل الشعارات واستيقظ التاريخ فارسيا دمويا بفتنة عنصرية دفنت في طريقها كل المزاعم التي راجت باسم المقاومة والدفاع عن الوطن والمسلمين.
من يقرأون العناوين يقولون إن الحزب في أحسن احواله ظهر ضمن منظومة فارسية لتصدير الثورة، كون وجوده كتنظيم لا يقتصر على "لبنان" فهو في معظم الدول العربية بنسب نشاط متفاوتة. ولكن هؤلاء ربما يبسطون الأمور في طموح الفرس الجامح لاستعادة المجد القديم والانتقام من احفاد العرب الفاتحين. آخرون يغوصون في دهاليز المؤتمرات والمؤامرات يقولون إن "إيران" تنفذ وبتنسيق كبير أجندة دولية مكتوبة تخدم مصالح الشرق الأوسط الجديد ورأس حربتها المستعمرة الغربية المسماة إسرائيل في عمق منطقة الثروات المادية والروحية. ويستشهد بعض هؤلاء بتمكين الأمريكيين للفرس (العدو المعلن) من "عاصمة الرشيد" بعد ضمان وضع النفط (في كردستان شبه المستقلة) خارج العبث والقتل الدموي الطائفي المرخص من قبل المخطط الأمريكي.
في "لبنان" ظهرت نواة الحزب أوائل الثمانينيات لأداء مهمة محددة وهي تصفية ساكني المخيمات الفلسطينية كتفاً بكتف مع "شارون" ثم في غفلة تاريخية محسوبة غيّر الحزب جلده ورموزه وظهر مقاوما جهوريا "للمشروع الصهيوني الامبريالي وقوى الاستكبار". بمثل هذه الكلمات الكبيرة التي خلب بها "حسن نصر الله" عواطف المحبطين واليائسين سنوات طوالا غافلين عن حقيقة ان "السيد" بدعم "إيران" وذيلها سورية الطائفية يعد المعطّل الرئيس لمشروع قيام الدولة اللبنانية وهو وحده من حقن طاعون الطائفية والغدر في مفاصل المجتمع اللبناني على مدى السنين الماضية.
ما يفعله اليوم "حزب حسن نصر الله" في سورية هو بمثابة انتحار سياسي وإعلان وفاة لمشروع طائفي مريض، وفي ذات الوقت ستكون دماء الأبرياء سقيا مزارع مرحلة قادمة لن يكون لكل ما يمثله نصر الله من ثمارها الا الزقوم.
* مسارات
قال ومضى:
نعم قد تجد أيها الغدّار صفحة في التاريخ ولكن عنوانها سيكون بئست السيرة وبئس المصير.