الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله واجتثاث القاعدة

حزب الله واجتثاث القاعدة

03.07.2013
د. موسـى الكـيـلاني

الرأي الاردنية
الاربعاء 3/7/2013
يقول اساتذة العلوم السياسية ان لتحليل الحدث منهجيين , فالاولى تتصف بالنظرة الاجمالية دونما تركيز على ادق التفاصيل , وهذه المنهجية معروفة باسم « مَكْـرُو « اللاتينية المستمدة من «الشامل».
واما المنهجية الثانية فتتصف بالنظرة التفصيلية التي تلقي الضوء على ادق المزايا والخصائص , ولا تترك شاردة او ذرة من معلومة إلا واوسعتها تقليبا وتحليلا وتفحصا , وهذا المنهج معروف باسم « مَايْكـْرُو « اي المُصَغـَّر , وهذه مشتقة ايضا من اللاتينية , ومنها استخدام كلمة « مايكرو_سكوب « اي ما يرى دقائق الامور وتفاصيلها.
والان , وبعد ان التهمت ثورة الشعب السوري المجيدة مائة الف من خيرة ابناء الوطن , وخلال عامين ونصف , يتساءل كثيرون كيف تم استدراج عشرين الفا من الشباب الى سوريا وبعضهم عراقيون وعرب وأتراك وأوزبك وشيشان وطاجيك ومن مسلمي روسيا وبريطانيا وكوسوفو والبانيا والشمال الافريقي.
وهل كانت القصص الاخبارية عن اغتصاب جنود بشار الاسد للفتيات السُنيات والتي اذاعتها شبكات التلفزيون من موسكو وباللغات الاسيوية كلها جزءاً من حملات اعلامية ملغومة تستهدف استثارة الحميّة الاسلامية لحثهم جميعاً على ترك مواقعهم , والتقاطر الى نصرة اهل الشام.؟؟؟

والان , وبعد ان تخلص وبطريقة ذكية اكثر من بلد روسي وعربي من الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة ,
وبعد ان حققت جبهة النصرة سبعة انتصارات نوعية مدوية , حتى داخل العاصمة دمشق , وحتى وصلت الى « ابو آصف شوكت شاليش « الرجل الاقوى في القيادات المخابراتية الامنية العلوية , تحركت قوات حزب الله من لبنان مع رجاله المتمرسين, و لتوجه صواريخها المتقدمة المتطورة الى معاقل « جبهة النصرة وتنظيم القاعدة « ولتطردهم من « القُصير « ولتلاحقهم الى حمص , ليبقى مفتوحاً الخط البري لامدادات الاسلحة من طرطوس الى الثكنات في بنت جبيل والمستودعات السرية المحفورة في باطن الارض وانفاق الجبال والتي يسيطر عليها حزب الله.
ولم تكن سرايا ابو الفضل العباس , وعصائب الحق , التي انطلقت من العراق , بايعاز من سماحة اية الله الحائري و مقتدى الصدر, حفيد الشهيدين , لتتردد باجتثاث اعضاء تنظيم القاعدة الذين اذاقواهم الأمرَّيْن قبل سنوات , بعد تفجيرات مراقد الامام العسكري في سامراء.وخاصة بعد انتشار الاشاعات الان عن محاولة تنظيم القاعدة تفجير ضريح السيدة زينب في دمشق.
 ولم يكن خافياً على احد من المتابعين للتطورات الاقليمية , ان لثورة الشعب السوري خصائص ميّزتها عن ثورة اي شعب عربي او اوروبي او افريقي , فهناك من يصب على نارها وقوداً لتزداد اشتعالاً كلما حاول نظام الحكم ان يتعقل او يفاوض , وهناك من يلهب عواطف الجيش الحر وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة كلما لاحت في الافق رياح وساطة او تسوية جنيفا ثانية , وكأن الحِكمة في كهوف جزيرة أرْواد قد تـَنـَزَّلـَت بان لا تهدأ الامور حتى يُقـْضَى على اكبر عدد من مقاتلي القاعدة على ايدى حزب الله.
وبعد ذلك  لتتخضب  واشنطن وموسكو واسرائيل بالحنَّاء.