الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله وحصاد لبنان المر

حزب الله وحصاد لبنان المر

18.01.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الجمعة 17/1/2014
في حادث مأساوي جديد يسقط عشرات المدنيين اللبنانيين ضحايا في الهجوم الخامس من نوعه الذي يستهدف مناطق محسوبة على حزب الله منذ الكشف عن مشاركته في القتال في سوريا لدعم نظام الاستبداد في سوريا.. وكما في كل الهجمات السابقة تتبنى الهجوم في الهرمل هذه المرة جماعة يوحي اسمها بالارتباط بتنظيم متشدد يقاتل ضد النظام السوري، وقد أطلقت على نفسها "جبهة النصرة — لبنان "، وبغض النظر عن طبيعة منفذ الهجوم المدان ودوافعه وسواء كان التنظيم حقيقيا أو وهميا فان أحدا لم يعد يستطيع تجاهل المتسبب الحقيقي بالانفلات الأمني في لبنان وجره رهينة لصالح النظام السوري.
لقد اختار حزب الله، مدفوعا بأجندة طائفية، الوقوف ضد مصالح الشعب السوري وأرسل جنوده الذين كان يفترض بهم الوقوف بوجه العدو الإسرائيلي ليشاركوا جنود نظام بشار الأسد وباقي الميليشيات الطائفية العراقية والايرانية في قمع ثورة هذا الشعب، وهو أمر بدأ ينعكس سلبا على المصلحة الوطنية العليا للبنان، ويتزامن هذا الانفجار الذي وقع في الهرمل أمس مع انطلاق جلسات المحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري التي يحاكم فيها أربعة متهمين ينتمون لحزب الله، وهي اتهامات تعزز من الشكوك التي تثار بشأن الدور الذي يلعبه هذا الحزب في لبنان.
ومن الواضح ان سياسات حزب الله واجندته ذات الصبغة الطائفية وارتهانه لمصالح إقليمية وطائفية باتت تضع لبنان على فوهة بركان قابل للانفجار في اي لحظة. لقد أصبح حزب الله مطالبا اليوم أكثر من أي وقت مضى بالالتزام بمصالح الدولة اللبنانية والشعب اللبناني المتعدد الطوائف والتوجهات وبالمصالح العربية والدولية الملحة بتحييد لبنان دولة وشعبا وخاصة الطائفة الشيعية التي تكبدت أغلب الخسائر من المدنيين عن منزلقات الحرب الدائرة في سوريا.