الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله ومعركته المصيرية في بر الشام

حزب الله ومعركته المصيرية في بر الشام

23.02.2014
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 22/2/2014
دون أدنى شك فإن زعيم حزب الله حسن نصر الله سيدخل التاريخ بكل جدارة، ليس عن بطولة أو مواقف تاريخية مشهودة، بل لكونه الشخص والزعيم الذي استطاع تدشين كل عوامل الفتنة وجعل الشباب العربي السوري يقتل الشباب العربي اللبناني والعكس صحيح أيضا لإرضاء رغبات وتطلعات وطموحات ومخططات أسياده في طهران.!
المعركة في سوريا اليوم باتت مصيرية وحاسمة ولا تقبل أنصاف الحلول، والنظام بعد أن أعلن رسميا من خلال فشل مؤتمر جنيف عن إيمانه بحل واحد فقط لا غير وهو الحل العسكري الاستئصالي قد أظهر توحشا وسادية متوحشة جدا ومارس على أوسع نطاق سياسة الأرض المحروقة واتبع المنهج الشمشوني (عليَّ وعلى أعدائي)! وعمل جاهدا على تخريب سوريا حجرا على حجر وممارسة إرهاب الدولة البشع بشكل غير مسبوق لا في الشرق ولا في الغرب، فالنظام المستبد المتوحش يخوض اليوم معركة الوجود وكسر إرادة الشعب السوري الحر، وحزب حسن نصر الله للأسف بات اليوم جزءا من الحالة التدميرية الشاملة في الشام بعد أن تنكر لدوره المقاوم ضمن الحدود اللبنانية، وبعد أن صم آذانه بالكامل عن مناشدات القوى السياسية اللبنانية المختلفة التي تدعو لتجنيب لبنان الصغير ويلات الحرب الأهلية السورية المدمرة والنأي بالنفس عن توسيع الصراع وتوريط الفرقاء الإقليميين به رغم أن نتيجة الصراع مهما طال وتعقد واحدة ومعروفة وهي الهزيمة الكاملة والتامة للوحشية المخابراتية، والنصر المؤزر للأحرار ولقوى الشعب الثائر الحرة، حزب الله يظهر للأسف موقفا غير مسؤول ستصيب تداعياته أطرافا عديدة وستشمل شظاياه العديد من الأبرياء، لقد باتت الحاجة أكثر من ملحة لضرورة سحب نصر الله لقواته وميليشياته من أرض الشام والنأي بالنفس عن اقتراف المزيد من الأخطاء التدميرية التي لن تحقق أبداً الأهداف المرجوة لحلفاء النظام السوري ببقائه وتعويمه، التاريخ لا يمكن أن يعود للخلف، وعقارب الساعة لن تعود للوراء، واستحقاقات الثورة السورية التي انطلقت قبل ثلاثة أعوام هي اليوم أقرب للتحقق بعد كشف النظام لأوراقه المراوغة ومعرفة العالم أجمع بحقيقته المتوحشة ونواياه التدميرية، العالم الحر اليوم بصدد الإعداد لوقفة حاسمة ونهائية ضد الفاشية الإرهابية ومحاسبة القتلة والمجرمين، والعاقل من اتعظ بغيره، فدعوا الشعب السوري الحر يقرر مصيره، ولينسحب الغرباء والطارئون، فالثورة ستنتصر، وتلك سنة الله ولن تجدوا لسنته تبديلا..