الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله و اختلاف المقاييس .. أمام الثورة السورية على ارضها وبرجالها

حزب الله و اختلاف المقاييس .. أمام الثورة السورية على ارضها وبرجالها

10.04.2013
علي حماده

النهار
الثلاثاء 9/4/2013
يكاد لا يمر يوم واحد من دون ان يشيّع “حزب الله” مزيدا من قتلاه الذين يتساقطون بوتيرة اعلى في سوريا. فبين القتلى والجرحى من اللبنانيين والايرانيين تواصل مستشفيات الضاحية والمناطق، وحتى بعض مستشفيات بيروت الكبرى استقبال الجثث والجرحى للعلاج، بما يؤشر لتعاظم التورط في القتال في سوريا الى جانب النظام. وهذا ما يضع الحزب في موقف سوف يزداد صعوبة مع اقتراب موعد سقوط النظام في سوريا، بما يحمله من تداعيات سلبية على واقعه بشكل عام. فسوريا في طور التحول الجذري، ومشروع الدويلة العلوية التي يقاتل كلا النظام والحزب من اجل رسم حدودها بالدم، بدءاً من محيط مدينة حمص، دونه عقبات جمة اساسها تراجع قدرات النظام على القتال في كل مكان من سوريا، فضلا عن سقوط دمشق الذي قد يحصل في غضون الاسابيع المقبلة وبحلول الصيف، وسوف يسقط تلقائيا كل ما تبقى من شرعية بمؤسساتها المركزية، وينقل بسرعة الشرعية المذكورة الى الضفة المقابلة. وفي الخلاصة، بسقوط دمشق، واستحالة سيطرة النظام و”حزب الله” على حمص ومحيطها لن يكون في المستطاع البقاء طويلا في الوسط السوري بشكل عام.
لقد غرق “حزب الله” في دماء السوريين، وهو يغرق في الرمال السورية المتحركة، ومخبول من يعتقد ان قوة “حزب الله” الكبيرة بالمقاييس اللبنانية يمكن ان تنعكس قوة في سوريا. فالمقاييس مختلفة، والثورة على ارضها وبرجالها، وهي التي استطاعت ان تكسر جيش النظام المؤلف من مئات الآلاف، ولن يوقف بضعة آلاف من مقاتلي “حزب الله” الغرباء عن الارض السورية تقدمهم نحو دمشق وبالتالي مسيرتهم نحو الانتصار الكامل هذا العام. ان “حزب الله” أصغر من ان يؤثر على موازين القوى في سوريا. وكل الذرائع ذات الطابع المذهبي التي يسوقها تبريرا لتورطه في سوريا لن تمكن النظام من الانتصار، ولن تحمي بضعة آلاف من الشيعة اللبنانيين المقيمين على الاراضي السورية، بل انها ستزيد الاستقطاب المذهبي العنيف المضاد، وستنتهي بتهجير سكان القرى المحاذية لمنطقة القصير بعد تسويتها بالارض. فهل هذا ما يريده الحزب؟
لقد بالغ “حزب الله” في تقدير قوته، وهو اليوم يكتشف تصميم ثوار سوريا على مقاومته، ربما بمثل ما قاوم هو الاحتلال الاسرائيلي.
انتهت سوريا الحاضنة، وانتهت سوريا العمق الاستراتيجي، والممر والمعبر والمخزن والمأوى. اما سوريا الغد، ما بعد بشار، فستكون بالتأكيد على غير ما تشتهي ذراع ايران في لبنان.